كتاب ابن كيسان تلقيب القوافي وتلقيب حركاتها
سليمان أبو ستة | فلسطين
هل أعاد اين كيسان تاليف كتابه في القوافي بحيث كانت نسخة ابن جني منه إبرازة ثانية أما كتابا آخر نجهل عنوانه؟
المتأمل في كتاب تلقيب القوافي وتلقيب حركاتها، لابن كيسان ( 299 ه) يلاحظ اختلافا في تعريف القافية بين نسختين. واحدة جاء فيها قوله: قال الخليل: “القافية الحرف الذي يلزمه الشاعر في آخر كل بيت حتى يفرغ من شعره”.
والثانية جاء فيها قول العبيدي، وهو من علماء القرن الثامن: “قال أبو الحسن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي: القافية كل شيء يجب إعادته في آخر البيت”. قال ابن جني (ت 392 ه): “فقد ألمّ فيه بقول الخليل، ولاذ به لولا خلل يلحقه، وهو أنه يلزم تقطّع القافية واختلافها واعتراض أشياء بين أثنائها ليست منها، ألا ترى إلى قول عديّ بن زيد:
لم أر مثل الفتيان في غبن الـــــــ(م)ـــــــأيّام ينسون ما عواقبها
فأوّل ما يلزم هذه القافية فتحة الواو، ثم الألف، ثم الباء، ثم الهاء، ثم الألف. والقاف يجوز مكانها غيرها، فقد اختلفت القافية لدخول ما ليس منها بين بعض أجزائها وبعض”.
وقد طبع كتاب ابن كيسان بواسطة وليام رايت عام 1859 وهي النسخة الوحيدة بين أيدينا اليوم. وهناك نسخة أخرى اطلع عليها الأستاذ منصور المشوّح وفكّر في نشرها محققة إلا أنه يبدو قد عدل عن ذلك. وهي خسارة لا شك فادحة، فنحن لا نعرف تاريخ كتابة مخطوطة ابن كيسان هذه، ولماذا اختلفت أقواله فيها عمّا نقله عنه ابن جني الذي لم تكن تفصله عنه إلا مدة قرن واحد من الزمان. فهل يا ترى ستكشف لنا هذه النسخة التي تنتظر النشر خفايا عن أصل مخطوطة ابن كيسان وصلتها بالنسخة التي نقل عن ابن جني كما ذكر في كتابه المعرب في شرح قوافي الأخفش.
هذا ما نأمله قريبا!