أريد زاوية فقط

مريم أديب كريم| لبنان

لا توقظي العين يا عصفورة الأحلام قبل أن أميط اللِّثام عن سرِّي الغريب، عن شعورٍ يتولَّاني يا صديقتي..
أريد زاوية في هذا الكون، زاويةً بلسميَّةً تعانقني بمحبَّةٍ خالصة تهدئ الخاطر؛ لم تطأها أقدام كائنات حيَّة ولم تبصرها عيون الجماد.
زاويةً منبوذة تترشَّحُ منها أبخرةٌ نقيَّة لا لون لها.. زاويةً لفظتها السماء وتبرَّأت منها الأرض! ما شهدت تصارع الأضداد فلا ليلٌ غزاها ولا صبحٌ أتاها!
زاويةً تتَّسع لِقَدَمَي المهترئتين من طول المسير ولدمعةٍ بثقل صخرةٍ قد تهوي من بين جفنين ذابلين…
أريد أن أغرق في اللاشيء باحثةً عن اللاشيء مصغيةً بشدَّةٍ إلى اللاشيء!
أريدها

هدنةً مع الزَّمن،

استراحة محاربٍ،

غيبوبة عقلٍ مؤقَّتة،

قلبًا يغفو لبرهةٍ، على وسادة بيضاء،
خالٍ من فصول الأحاسيس!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى