أتحولُ إليهِ فأصيرُ قصيدةً

زكية المرموق | المغرب

صباح الخيرِ يا الله

عذراً إن كلمتكَ وأنا بملابسِ

النومِ ,

أخاف أن ينسحب الليلُ

من سريري

والنهارُ عينٌ وسوطُ .

 

عذراً إن كلمتكَ وأنا عارية

كطفلةٍ ولدتِ الآنَ

فالثوبُ جدارٌ

لكن الكلام مرآة .

إن كلمتكَ دون أن أزوّقَ لغتي

الأبيضُ بدايةٌ

ووصولٌ أيضاً .

 

عذراً أيّها المتربعُ في ملكوتهِ

فقد كنتُ أحلمُ بحبيبي

فهل الحلمُ شمسٌ أم خطيئة ؟

ترى من أين تهطلُ الأحلامُ ؟

يقولُ فرويد :

إنها صندوق اللاوعي الأسود

فهل نحاسَبُ على ما لا يد

لنا فيهِ ؟

 

أتدربُ على الزحفِ

مثل جنديٍّ من المارينز

في حقلِ أرز

تطاردهُ هيروشيما بدموعِها

بينما الطائراتُ ترقصُ الروك

في سماء تحترق .

أنا أكبرُ من بحرِ يغرق

فلِمنْ تشيرُ اليابسة ؟

 

أفتحُ اليوتيوب ..

أفتشُ عن شيء أجهلُهُ

أنا اللاشيء

أو ربما كنتُ البنتُ العاقةُ للأشياء .

 

تقولُ جدتي , كلما رأتني أحدثُ ورقةً

إن تبعتِ أفكارَكِ

اِنكسرَ أنفُكِ

لكنّ أنفي تحولَ إلى طائرةٍ ورقية ,

من وقتها وأنا لاجئةٌ في الوقتِ

فلا تذكرني بتاريخ ميلادي

يا مارك

الأرقامُ خدعةٌ فكرية .

 

أنا وحدي في الغرفةِ

الأشياءُ تحولت إلى صراصير

بينما كافكا يدسُّ أنفه

بين أفخاذِ الكلمات

يدي أقصر من تأويل

فكيف أخرجُ من النصِّ

دون أن يشي الهامشُ بي ؟

 

أنا لَستُ أراغون

كي أحتفظَ بالكلماتِ في فمي

ولم أتعلم كيف أبلع صمتي

عينايَ عالقتان في ثوبِ الذاكرةِ

لكن رأسي طائرٌ بري .

 

أنا اللامكان المحشور في ثقبِ

البابِ

أسمعُ مديحَ العدوِ

وأراوغ دمي

ومثل صوفيٍّ خانه الطريقُ

أُخيطُ ثوبَ العدمِ بظلّي

لكنّ الخيطَ دمي

والعين لا أصابعَ لها .

 

لستُ عارضة أزياءٍ يا الله

كي أحتفي بكَ بجسدي

أنا شاعرةٌ

أحتفي بك على طريقة الأنبياء

أدلُّ الضوءَ إلى العتمة

أتحولُ إلى جسرٍ حينما تلوحُ الهاويةُ

إلى سقفٍ حينَ تخونُ الأبوابُ

أتحولُ إلى البريكان

فأحرسُ الفنارَ من براغيث

الضوءِ

وأنكشُ هواجسَ عيسى بن أزرق

من صخرةِ الألمِ .

إلى بنطلحة

فأوزع المجازَ في حانة الدراويشِ .

إلى وديع سعادة

فأصبح بئراً كلّما أخرجتِ الصحراءُ

يدها من جيبِ الماءِ .

إلى سركون بولص

فأحول النصَّ إلى عظْمةٍ

ألقيها لكلابِ القبيلةِ

وأحررُ شهرزادَ من السيّافِ .

إلى نيرودا

فأطرد النومَ من عيون الطغاة .