القدس في القرآن والسنة.. كيف نواجه مخططات التهويد والتطبيع
ماجد الدجاني | فلسطين
الآيات القرآنية التي تحدثت عن بيت المقدس، ذكرها السيوطي في كتابه: (إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى) فيها إشارة إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى، وذكر غيره ممن كتب وتناول بيت المقدس وأذكر منها:
- قوله تعالى:”وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين” البقرة(58)…. .. وذكر الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية قائلاً:( واختلف في تعيينها فقال الجمهور: هي بيت المقدس، وقيل: أريحاء من بيت المقدس، والضحاك قال: الرملة والأردن وفلسطين وتدمر،إلى أن يقول:… والباب الذي أمروا بدخوله هو باب في بيت المقدس يعرف اليوم بـ” باب حطة فيه مواجهات.
- قوله تعالى أيضاً من سورة البقرة: “ومَنْ أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم” البقرة (114).فقد قال السيوطي: نزلت في منع الروم المسلمين من بيت المقدس، فأذلهم الله وأخزاهم ولا يدخله أحد منهم أبداً إلا وهو خائف متلفع ثوب الخزي والهوان والصغار.
- قوله تعالى: “يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين” المائدة “21”. فقد ذكر القرطبي قائلاً:( المقدسة) قال قتادة: هي الشامفالخطاب موجه لسيدنا موسى عليه السلام، وهذا يدلل على قدسية هذه البلاد قبل بعثة سيدنا موسى وعيسى وقبل بناء الهيكل وكنيسة المهد.
- قوله تعالى: “ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين” الأنبياء “71”. فقد ذكر القرطبي: وعن ابن عباس: أنها الأرض المقدسة، في تفسيره وكذلك فقد قال المفسرون منهم: ابن الجوزي في زاد المسير وغيره: بأن الله نجّى إبراهيم ولوطاً عليهما السلام إلى الأرض المباركة أرض الشام وفيها فلسطين وقال السيوطي: إن المراد بذلك بيت المقدس.
- وقوله تعالى: “ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين” الأنبياء “81” فقد قال ابن الجوزي والقرطبي في تفسيرهما، وابن كثير في تفسيره: بأن الله سخر لسليمان عليه السلام الريح تهب بشدة، وتجري بسرعة إلى الأرض التي باركنا فيها: (أرض الشام).
- وقوله تعالى: “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون” الأنبياء “105”. فقد ذكر السيوطي المراد بهذه الأرض عدة أقوال ومنها: أنها الأرض المقدسة. وقال: قيل: الأرض ها هنا التي يجتمع فيها أرواح المؤمنين، يعني يكون البعث، ويقال: الأرض المقدسة يرثها محمد صلى الله عليه وسلم.
- وقوله تعالى:” … وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين” المؤمنون”50″. فقد ذكر القرطبي قائلاً: والمراد بها هاهنا في قول أبي هريرة: فلسطين، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره، وقال كعب وقتادة: بيت المقدس، كما وذكر ابن كثير قائلاً: وكذا قال الضحّاك وقتادة:(إلى ربوة ذات قرار ومعين) : هو بيت المقدس فهذا والله أعلم هو الأظهر.
- وقوله تعالى: “واستمع يوم يُنادِ المُنادِ من مكانٍ قريب” ق “41”.فقد قال ابن الجوزي، والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم: بأن الله يأمر إسرافيل أن يقف على صخرة بيت المقدس لقربها من السماء وينادي: أيها الناس: هلموا إلى الحساب إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء قوله تعالى: “… فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبله” العذاب” الحديد “13”.فقد قال القرطبي: روي أن ذلك السور ببيت المقدس عند موضع يُعرف بوادي جهنم، وذكر مجموعة من الروايات يؤكد قوله، كما ذكر صاحب الأنس الجليل: هو سور بيت المقدس، باطنه أبواب الرحمة، وظاهره: وادي جهنم.
- وقوله تعالى: “يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نُصبٍ يُوفضون” المعارج “43”. فقد ذكر السيوطي في معنى: “إلى نُصب يوفضون” قائلاً: إلى صخرة بيت المقدس.
- وقوله تعالى: “فإذا هم بالساهرة” النازعات “14”. فقد قال المفسرون: الساهرة: إلى جانب بيت المقدس، وقال القرطبي: قال الثوري: الساهرة: أرض الشام، وقال عثمان بن أبي العاتكة: أنه اسم مكان من الأرض بعينه بالشام وهو الصقع الذي بين جبل أريحاء، وجبل حسان يمده الله كيف يشاء.
- وقوله تعالى: “والتين والزيتون” التين “1”. فقد قال القرطبي: وروي عن ابن عباس وابن زيد: والزيتون: مسجد بيت المقدس، وقال الضحّاك: “.. والزيتون”: المسجد الأقصى. كما قال ابن كثير: قال قتادة: ” والزيتون” هو مسجد بيت المقدس، وذكر السيوطي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال:” التين”: دمشق، ” والزيتون”: بيت المقدس.
- ولقد نص الله تعالى في كتابه الكريم بوضوح وجلاء وبلا لبس أو غموض فضل أرض فلسطين ونص على بركتها وما حولها ولا تحتمل أي معنى من المعاني سوى أرض فلسطين وذلك في قوله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” الإسراء “1”. ولقد قال السيوطي عند ذكره لهذه الآية: فلو لم يكن لبيت المقدس من الفضيلة غير هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية، لأنه إذا بورك حوله، فالبركة فيه مضاعفة، ولأن الله تعالى لما أراد أن يعرج بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى سمائه، جعل طريقه عليه تبياناً لفضله.
القـدس في السنـة
ومن الأحاديث التي وردت بالقدس وفلسطين:
(1) روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).
(2) عن ميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: أفتنا يا رسول الله في بيت المقدس(القدس)، قال:(أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه كألف صلاة في غيره).
(3) وروى ابن عساكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ أراد أن ينظر إلى بقعة من بقاع الجنة فلينظر إلي بيت المقدس).
(4) وروى أبو داود والبزار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ أهلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى غُفر له ما تقدم من ذنبه).
فالجدار الفاصل، والحدود التي فُرضت بسبب الاحتلال لفلسطين يؤدي إلى تقطيع أوصال المدن والقرى والأحياء في فلسطين نفسها، وبين الدول المجاورة من أردنيين وسوريين ومصريين، بل يمنع المسلمين من أداء عبادتهم يحرمون من شد الرحال إلى بيت المقدس بسبب اغتصاب القدس.
فضلاً على ما يُفرض على المسلمين من تغيير ديموغرافي كما يقول أهل الاختصاص برحيل الكثير من الفلسطينيين عن ديارهم وممتلكاتهم بسبب سياسة الحصار الغاشم.
بعض المخططات والمؤامرات ضد بيت المقدس
طمس الهوية الإسلامية والعربية:
- محاولة اليهود إغراء السلطان عبد الحميد رحمه الله للتنازل عن أرض فلسطين سنة 1901م.
- هدم وطمس حارة المغاربة وجعلها ساحة لحائطهم المزعوم سنة 1967م، والقيام على عملية الحفر تحت المسجد الأقصى بحجة الدراسات التاريخية والبحث عن الآثار لتدمير المعالم الإسلامية.
- حرق منبر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في: 22/8/1969م.
- فتح الرشاشات على العاكفين في المسجد الأقصى وقتل عشرين شهيداً على أروقة ومصاطب المسجد الأقصى في: 8/10/1990م.
- فتح نفق تحت المسجد الأقصى بإذن من “تننياهو” في شهر سبتمبر سنة 1996م أشعل فتيل المظاهرات والاحتجاجات تبعها مجزرة على مصاطب المسجد الأقصى واستشهد أكثر من ستين شهيداً في: 27/9/1996م.
- تحدي شارون لمشاعر المسلمين واقتحامه للمسجد الأقصى سنة 2000م واشتعلت انتفاضة الأقصى.
- هدم باب النبي (باب المغاربة) في مطلع شهر محرم/1428هـ – فبراير/2007م
واجب الأمتين العربية والإسلامية نحو القدس
الإرتحال والجهاد عن القدس ومن أبرزهم الشيخ/ عز الدين القسام الذي جاء من سوريا الشقيق للدفاع عن الأرض المقدسة حتى استشهد بها.
أولاً: المسلمون والعرب على أرض فلسطين:
يلزم العرب والمسلمين على أرض فلسطين التشبث على أرضهم مرابطين على ثرى هذه الأرض المباركة امتثالاً لقوله تعالى: “اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”
وليعتقدوا بفضل هذه الديار والمرابطة فيها امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات، رجالهم ونساؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة).
وليغرس أولياء الأمور في قلوب أبنائهم حب هذه الديار وبيان أفضليتها مع غرس روح الثبات والصبر وتحذيرهم من مغبة الهجرة وتذكيرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم مَنْ خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. قيل أين هم يا رسول الله؟ قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
ثانياً: المسلمون والعرب خارج فلسطين:
روى أحمد في مسنده، وأبو داود وابن ماجه في سننهما: عن ميمونة رضي الله عنها مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت يا رسول الله افتنا في بيت المقدس؟ قال: (أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره) قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أُحمل إليه؟ قال:(فتهدي له زيتاً يسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن آتاه).
فهذا الحديث نداء لكافة المسلمين في العالم لمؤازرة أهل فلسطين المرابطين على أرضهم المباركة ليبقى الفلسطينيون شوكة في حلق الأعداء الذين يسعون إلى ترحيل الفلسطينيين فعظِّموا ما عظّم الله، فإنما تعظيم الأمور بما عظمها الله
الحمد لله رب العالمين، ناصر المؤمنين وقاهر الجبارين ومذل المتكبرين، وأشهد ألا إله إلا الله رب الأولين والآخرين وقيوم السماوات والأرضين ومالك يوم الدين، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين، القائل: « لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين على من يغزوهم قاهرين لا يضرهم من ناوأهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قيل: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس» (أخرجه أحمد ، والطبرانى ، والضياء عن أبى أمامة)
وبعد ؛ فقد ارتبطتْ قُدسيَّةُ المسجدِ الأقصى المباركِ بالعقيدةِ الإسلاميَّةِ منذ أن أُسريَ برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وعُرِج منه به إلى السماواتِ العلى، وقد خلَّد القرآنُ هذا الحدَثَ العظيمَ في سورةٍ سُمِّيتْ به، هي سورةُ (الإسراء)؛ حيث افتتحها سبحانه بقوله ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الإسراء: 1).
وتعزَّز هذا الارتباط منذ أن كان المسجدُ المباركُ هو القبلةَ الأولى للمسلمين، قبل أن يتحوَّلوا إلى الكعبةِ ويتخذوها قبلَتَهم بأمرِ الله، فاعتُبر أولى القبلتين، وقبل ذلك كان هذا المسجدُ الشريفُ ثانيَ مسجدٍ بُنيَ على الأرضِ، بعد المسجدِ الحرامِ، فعُرف بثاني المسجدين، فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَال: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ»، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟! قَالَ: “الْمَسْجِدُ الأَقْصَى”، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: “أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ” (متفق عليه)، ثم ربط الرسول صلى الله عليه وسلم مكانته بالمسجد الحرام ومسجد المدينة، فاشتهر بأنه ثالث الحرمين، وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:”لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى وَمَسْجِدِي” ( (متفق عليه)
وجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ فيه أعظمَ أجرًا من الصلاة فيما سواه من المساجد غير المسجد الحرام والمسجد النبوي، فجعل الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فيما سواه بعضهم كلام).
محاولات تهويد القدس
منذ بدأتْ العصاباتُ الصهيونيةُ في التوافدِ على فلسطين وهي تضع الخططَ وتبذل الجهودَ الجبارةَ لتهويدِ المدينة المباركة، وتهجير الفلسطينيين منها بشتى الطرق غير المشروعة، فمن ذلك:
(1) أنهم أصدروا تشريعًا يُسَمَّى “قانون الغائب” يقضي بأن مَنْ يتغيَّب من الفلسطينيين عن منزله من 8 إلى 10 سنوات تتم مصادرةُ أرضِه وبيتِه لسلطاتِ الاحتلال.
(2) وتوسَّعوا في إنشاءِ المغتصبات الضخمةِ لتسكين عشرات الآلاف من الصهاينة داخل وحول المدينة المباركة.
(3) وتوسَّعوا في حَفْرِ الأنفاقِ في المنطقةِ القريبةِ من المسجد، إلى الحدِّ الذي صار يُخْشَى منه على انهيارِ المسجدِ الأقصى قريبًا، بل قد انهارت بالفعل بعضُ ملحقاته.
(4) ولما أعيتهم الحِيَل في إيجادِ أيَّةِ آثارٍ تُشير لما يزعمون من تاريخِ اليهودِ في هذه البلادِ المباركةِ انطلقوا في تزويرِ الحقائق، ويدَّعُون بوقاحةٍ أنَّ بعضَ الآثارِ الإسلاميةِ والعربيةِ القديمةِ هي آثارٌ يهوديةٌ؛ ظلمًا وزورًا.
(5) وأقرب حلقات التهويد وربما لا تكون آخرها: محاولة الصهاينة هدم باب المغاربة، هذه المحاولة الأثيمة التي تريد سلطات الكيان الصهيوني الغاصب إنجازها في ظل انشغال العرب والمسلمين بمشاكلهم الداخلية وانشغال الفلسطينيين بإنجاز التصالح الداخلي بين الفصائل المختلفة، ولا يقتصر مخطط باب المغاربة على هدم طريق باب المغاربة, بل يشمل بناء جسر عسكري يمهّد لاقتحام أعداد كبيرة من قوات وآليات الاحتلال, والاقتحامات واسعة النطاق للمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك, لخدمة مخطط تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود, على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل.
(6) كما يشمل المخطط استكمال تهويد ساحة البراق التي حولها المغتصبون الصهاينة سابقا إلى معلم ديني لدولتهم, وطمس باقي المعالم الاسلامية في البلدة القديمة في القدس, بل وربط الساحة التي ترتبط برحلة الإسراء بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم بالبؤر الاستيطانية المحيطة بالقدس.
كل هذه التحديات تطرح علينا السؤال الضروري عن واجبنا نحو فلسطين والمسجد الأقصى في ظل كل تلك المخاطر.
واجباتنا نحو القدس والمسجد الأقصى
من أهم الواجبات ما يلي:
(1) العملُ على دعْمِ ونشرِ القضيةِ، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ، من خلال الفن، والأدبِ، ومناهجِ التعليمِ وتوعية الأبناء، ووسائلِ الإعلامِ، والمنابر الدينية والثقافية، والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ للتأكيدِ على هُوِّيَّةِ وعروبةِ وإسلاميةِ القدس.
(2) القيامُ بترميمِ الآثارِ الإسلاميةِ والعربيةِ، وعدمُ تركِها لعواملِ الزمنِ لتنهار، وتسجيلها لدى الهيئات الدولية ذات الصلة، خصوصا بعد أن تم الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في اليونسكو، مما يفتح الباب أمام العرب والفلسطينيين لتسجيل كل ما هو فلسطيني، حتى لا يستمر الصهاينة في سرقة التراث الفلسطيني.
ولنذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن قيمة الأرض القريبة من الأقصى عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ سِيَةِ قَوْسِهِ (ما عُطِفَ من طَرَفَيْها) مِنَ الْأَرْضِ؛ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا”. (أخرجه الحاكم والطبراني والبيهقي في الشعب)
وهنا أذكر بفتوى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر المكونة من كل علماء المذاهب الفقهية في يوم الأحد 18 جمادى الأولى سنة 1375 هـ الموافق “أول يناير سنة 1956” التي حرمت التصالح مع الكيان الصهيوني أو التقاعس عن مواجهة مشروعاته الاستعمارية ، ووما ورد فيها : «وكذلك يحرم شرعا على المسلمين أن يمكنوا إسرائيل ومن ورائها الدول الاستعمارية التي كفلت لها الحماية والبقاء من تنفيذ تلك المشروعات التي لا يراد بها إلا ازدهار دولة اليهود وبقاؤها في رغد من العيش وخصوبة في الأرض، حتى تعيش كدولة
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِىَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ وَرَائِى فَاقْتُلْهُ”، وفي رواية: “لَتُقَاتِلُنَّ الْيَهُودَ فَلَتَقْتُلُنَّهُمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِىٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ” (متفق عليه)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ”. (أخرجه مسلم)