مَتى يَقومُ مِنْ ذُكْرانِنا الرَّجُل (7)
عبد الصمد الصغير. تطوان/المغرب
أَرَى بِناءً لَنا يَهْوي … بِلا عِوَضٍ
أَرى الْعَراءَ انْتِظاراً … يَبْنِهِ الدَّخِلُ
فَلا دِعاماً … بِها نَعْلُو إِلى رُتَبٍ
وَ لا وُجوهٌ لَنا .. يَسْتَحْيِها الْخَجَلُ
مَذاقُ شِعْري … مَريرٌ في حُلوقِهِمُ
شِعْري صَلاةٌ … لَها يُضَيِّعُ الْكَسِلُ
فَكَيْفَ تُفْتي ؟! وَ مالِكٌ هُنا وَقِفٌ
كَيْفْ التَّيَمُّمُ ؟! في عَيْنٍ بِها نَزَلوا
أَلَسْتَ تَدْعُو إِلى ناسٍ بِلا فِرَقٍ؟
أَنْتَ الْفِراقُ … وَ أَنْتَ فُرْقَةٌ نِحَلُ
جَرى هُنا جَدْوَلٌ ، ماءً ، بِلا مَطَرٍ
كَخائِفٍ .. مِنْ بُلوغِ الْبَحْرِ يَهْتَوِلُ
لَفُّوا الْأَفاعي عَلَيْكَ صَفْقَةً .. وَ دُناً
سُمّاً تُفَرِّقُ فينا …. حُقْنََةً تَغِلُ
تَبَرَّؤُوا …. مِنْ بُناةِ الْعِزِّ قاطِبَةً
في رِدَّةٍ .. شاءَها خَصْمٌ وَ مُنْتَحِلُ
مَرُّوا بِطائِرَةٍ .. تَعْلُو ضَريحَ نَبِيْ
عَمْداً …. لِتُخْبِرَنا أَمْراً سَيَنْتَزِلُ
تَمْضي كَخاطَفَةٍ … تَصْبُو عُقولَهُمُ
وَ كُلُّ غايَتِها ….. بِئْرٌ سَتَشْتَعِلُ
وَ أَرْضُ أَجْدادِنا .. قَدْ واجَهَتْ مِحَناً
وَ الْآنَ نَرْمي بِها طَوْعاَ .. وَ نَمْتَثِلُ
وَ كُلُّ أَمْجادِنا .. قَدْ فُتِّتَتْ دُوَلاً
أَعْلامُها .. كُلُّهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ عُزِلُوا
قَلْبي تَيَقَّنَ … أَنَّ اللهَ تارِكُهُمْ
وَ أَنَّ آياتِهِ … أَفْتَتْ بِما فَشِلُوا
أَما وَ قَدْ قُلْتَ : إِنَّ السِّلْمَ مُشْتَرَكٌ
بَعْثِرْ كَرامَتَنا .. وَ انْطَحْ كَما الْأَيِلْ
و َاصْنْعْ قِناعاً مَتينا .. وَ استَقِمْ كَذِباً
أَهْلَكْتَنا لُبَداً ….. عِهْناً سَيَخْتَبِلُ
أَحْرَجْتَنا خَجَلاً …. ضَعْفاً تُحَصِّلُهُ
حَتّى اسْتَوى عِنْدَنا الْفَظيظُ وَالْخَجِلُ
أَفْرَغْتَنا مِنْ مَعانِينا ….. تُهَيِّئُنا
جيلاً خَنوعاً ذَلوُلاً .. راقَهُ الْحِوَلُ
أَخَذْتَ مِنّا .. عِباراتٍ قَدِ انْطَلَقَتْ
تَصْبُو الْحَياةَ .. ارْتِغاباً بَعْضَهُ يَصِلُ
أَسْلافُنا أَمَعَنوا صَدّاً .. وَ نَسْلُهُمُ
قَدْ وَطَّنُوا قَلْبَنا عِشْقاً .. بِهِ هَبَلُ
أَحْلامُنا … أَصْبَحَتْ ماضٍ يُؤَنِّبُنا
أَفْعالُنا … ضَيَّعَتْ ما كانَ يُؤُتَجَلُ
كَدُمْيَةٍ لِلْهَوى .. صارَتْ وُجوهُكُمُ
وَ مُقْلَةٍ لا تَرى .. في ظَنِّها سَفِلُ
وَ ناهِقٍ .. مُمْسِكٍ بوقَ الزَّعيقِ كَما
مُسْتَنْفَرٌ .. في دِماهُ الرَّفْسُ وَ الرِّكَلُ
(البيت 170) يتبع…..
القصيدة على بحر البسيط و تفعيلاته في كل شطر: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
☆عبد الصمد الصغير. تطوان/المغرب