لك ما أعطى الشّعر .. و ما أخذ .
ناهد بدران | سورية – لندن
مذْ غيابك ..
و حروفي سفرجلٌ تغصُّ بها قافيتي
و الجّلنار تصفرُ همساته ..
بعدك ثلّم نياطَ الرّوح
…. فانهمرْ غيثاً يملؤ تخاريمَ الصّمت
أرضعْ غصني من نسغك
علّه يبرعمُ التّفاح ..
هدهدْ بيّاراتي .. فعطر اللّيمون
يُسيلُ لعابَ الثّرى
و اللّوز .. ! كيف يحلو إن لم تسقه
من بئر عطفك ..
عشتار أنا ..! و قد جَفِلَ الصّمت أمام
حكاياتِ عيوني
أبجديتي استحضرتْ تموزَ من الموت
و ريقي سقاه حتّى خلّدته الصّحف
السّماوية ..
و قلبي الّذي أجهضَ بكر قصائده
أورقَ في كروم العنب
و ألتحفَ شغاف السّنديان
أميرةٌ خضراءُ أنا .. سباني الشّتاء
منذ فجرِ البراعم ..
و أسكنني برجاً و حولي يثرثر الغمام
منحوتةٌ كفّي بمرمرِ السّماء
يخدقُ في عروقي كوثرٌ عذب
مرصودةٌ أحلامي ببرقٍ أرعن
قيّده سليلُ النّوى ..
فكّ أسرَ القوافي المحنّطة في
متاحفِ الصّمت
و اسكبْ رياحَ حرفك في كؤوسٍ
خاويةٍ لتمتلىء بعزفِ ديمة …
و باكورة غيث
غرست بوحي في مشكاةِ الفجر
ليشرقَ في ظهيرة القلب نغمُ الحنين
ارشقْ أماسي الخوف بعطرِ الرّؤى
…. من ريق همسي ..تيمّم
….. فلكَ ما أعطى الشّعرُ … و ما أخذ
يا حقولَ قافيتي .. احصدْ مواسمَ
العرجون نورا ..
كن سرادق وتيني …..
ضميمَ النّبض … صائغَ اللّجين .