وجبة كوشير مجلدة

خالد جمعة | فلسطين المحتلة

خذني زيارة لتل أبيب، أرجوك يا النشمي اللبيب في أقل من أسبوع، أصبح هناك أغان إماراتية “أرجوك يا النشمي اللبيب، خذني زيارة لتل أبيب”، وأغنية أخرى بين مغنية إسرائيلية ومغن إماراتي بالعربية والعبرية المشتركة.
يكفي أن تدفع الساقط درجة واحدة، وهو سيسقط بقية الدرجات وحده، ولا حدود للسقوط، فعلى قدر ما تكون القاع بعيدة على قدر ما يظل سقوطه مستمراً.
مصر التي وقعت معاهدة رسمية مع إسرائيل عام 1979، ما زال شعبها يرى إسرائيل عدواً، ودعوني أحكي لكم القصة التالية:
كنت عائدا ذات يوم من الأردن إلى مصر في طائرة مصرية، وبالمصادفة اكتشفت أن من يجلس بجواري إسرائيلي متدين، عرفت ذلك حين طلب وجبة “كوشير”، والمسافة بين عمان والقاهرة لا تزيد عن ساعة وربع، فجاء له المضيف المصري بوجبة مجلدة، مجلدة بالمعنى الحرفي، فقال له اليهودي المتدين: إنها مجلدة، فقال المضيف: حغيرهالك حالا يا فندم، وغاب ربع ساعة وعاد بوجبة مجلدة أكثر من الأولى، وتكرر المشهد 3 مرات إلى أن حطت الطائرة في مطار القاهرة دون أن يتناول من الكوشير لقمة واحدة.
سألت المضيف وأنا أضحك: شو اللي عملتو، موتته من الجوع، فرد علي بالطريقة المصرية العسل: ابن الأحبة، بيقتل ولادنا في غزة وجاي ياكل عندنا؟
هذا هو الفرق… كل الفرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى