اللهُ يا يحيى حباكَ شهادَةً
الشاعر: ماجد المطري| اليمن
يا دَهرُ صارَ بكَ المدى صِفريَّا
تأبى الفواجِعُ فارِقاً زمنيَّا
من خضَّبَ الشيبَ الوَقورَ ومن رمى
الوجهَ النحيلَ أما شخَصتَ مليَّا؟!
قبَسَاً أصبتَ من الشهيدِ ونورِهِ
قُل : طِب نقيَّاً مُخلَصَاً مَنقيَّا
بورِكتَ ياسنوارُ سيفاً لم تَزل
بوركتَ كفَّاً بالوفاءِ نديَّا
بورِكتَ ياسنوارُ وعياً كاسحاً
كيدَ البغاةِ على عِداكَ عصيَّا
بوركتَ روحاً بالجهادِ حفيَّةً
وبكَ الكريمُ اليومَ كانَ حفيَّا
بوركتَ تاريخاً نضالاً حافِلاً
ودَماً تضَوَّعهُ الثباتُ زكيَّا
بورِكتَ رمزاً للأباةِ وقائداً
طوداً أذا عتكَ الرِّجالُ كميَّا
قتلُوكَ ؟ لا واللهِ لكن خَلَّدُوا
حاشاكَ تُضحي بيننا مَنسيَّا
يحيى وما أدراكَ عن صِمصامةٍ
أخزى عِداهُ مُضرَّجاً مغشيَّا
فرداً كأنَّ اللهَ لم يجعل لهُ
من قبلُ في ساحِ الجهادِ سميَّا
بوركتَ يومَ وِلِدتَ في كنفِ التي
حِلماً سَقَتكَ لكي تشِبَّ تقيَّا
وقضيتَ يا ليثَ الوغى عهدَ الصبا
حُرَّاً أسيراً ثائراً جنديَّا
وسَموتَ كهلاً ماتضعضعَ عزمُهُ
ولعزمِهِ خرَّ الغُزاةُ جِثِيَّا
ولأنتَ حقٌ والعِدى أكذوبةٌ
وزوالُهُم وعدٌ نراهُ جليَّا
وثِقُوا بقوَّتِهِم.. وثقتَ بواحدٍ
أنعِم بهِ للصادِقينَ وليَّا
اللهُ يا يَحيى حباكَ شهادَةً
خُذ ما أتاكَ بِقوةٍ وتهيَّا
لمَّا اصطفاكَ كما تشاءُ مُجاهداً
إرجِع لربِّكَ راضياً مَرضياً
سجَّاكَ ربُّكَ بالمهابَةِ جُثَّةً
سُبحانَ ربكَ بُكرةً وعَشيَّا
عانِق أبا هادي متى ألفيتَهُ
عيشا بمعراجِ الخلودِ سَويَّا
والثُم أبا العبدِ الذي ماخنتَهُ
حياً ومن بعدِ الشهادَةِ حيَّا
يا مُبتدا الطوفانِ أضنيتَ العدى
ونكأتَ جُرحَ صدورِنا الأبَديَّا
بقلوبِنا جاوَزتَ أطرافَ الدُّنى
حُزناً وفخرَاً زاخراً ثأرِيَّا
ثقةً بوعدِ اللهِ نشحذُ بأسَنا
صَلداً لكلِّ نوائبٍ صخريَّا
ثقةً وإنَّ اللهِ مُنفِذُ وعدِهِ
من كانَ حقاً “وعدُهُ مأتيَّا”
عمَلاً بأمرِ اللهِ بالِغِ أمرهِ
مَن ” كانَ حَتماً أمرُهُ مَقضيَّا”
وإليكَ باقاتُ السلامِ نزفُّها
في سندسٍ خضرٍ غشتكَ ورَيَّا
وإليكَ ميثاقٌ بيانعِ فتيةٍ
أُسدٍ تُناظِرُ وعدَها القُدسِيَّا
وغداً ترى الأقصى بحلَّةِ نصرِهِ
وغداً تُعانِقُ “غزَّةّ” “طِبريَّا”
وتَرى ثمارَ عطاكَ كيفَ اسَّاقَطَت
رُطَباً من النَّصرِ السَّموقِ جنيَّا