أمّهات لا نهائيّات
عبد الرزّاق الربيعي
وحدَها….
في قلبِ الليلِ الوحيد
تتلمّس الظلامَ
بقدميها المثقلتين
مثل قدمي جندي
عاد للتوّ من حرب شاقّة
وحدها تشقّ دربها
وسط أحراش النسيان
شظاياها العتيقةُ
ترتجفُ تحت عباءة أمي الفسيحة
أمّي التي أغلقَ الغيابُ
عليها بابَ حفرته جيّدا
وحدها
أمٌّ بكامل جلالها
على رصيف !!!
يحفّ بها صمتٌ مهيب
ودموعٌ
ونفسٌ تتقطع عليهم حسرات
السنين التي مرّت بها
أدارتْ ظهر أيامها
وأيامُها أدارتْ عقارب البهجة
للوراء
وحدها
متوّجة بالحبِّ
تحبو
في قلبِ الليلِ الوحيد
تضعُ تاجَ رأسها الأشيب
على راحتي خطوةٍ في الطريق
فتسيرُ
مثقلةً بالذكريات العاقّة
قلت: يالله!
الذي يأخذُ أمّي
من دمي
ويعطي أمهات لا نهائيات
لأبناء أنابيب !!