شرف النزال

د. ريم سليمان الخش-شاعرة سورية

.
شرفُ النزال ملاحمٌ لا تعلن
حتى ولو سبعينَ ألفا تطعنُ

.
حربٌ ضروسٌ لاتُهادن فارسا
تُصلى بها برحى التلاحم تُطحنُ

.
ولقد تصيرُ مع الغبار سحائبا
أو قد تمدّ على الموائد تُعجنُ

.
تُقلى على نار اصطلائك طيّعا
أنت الشهيّ السنبليّ الأسخنُ

.
ويحب جدا أن يذوقك طازجا
نشواه يانشواك حين يدندن

.
وتحب جدا أن يخوضك رابحا
لكن هزيمته الصريحة أثمنُ

.
فتكٌ شديدٌ قائمٌ لاينتهي
من ذا الذي من فوزه متيقنُ؟؟

.
يُبدي لحربك ذا الأغرّ تحمحما
ولقد يلين تحببا أو يُذعنُ

.
ولقد يطيل حصاره متسلحا
سبل الصدام : مهارةٌ وتفننُ

.
أو قد يُطيل نزاله متعللا
أنْ غير حبك صهوة لا يتقنُ !!

.
خير الخيول على السباق مداومٌ
لا هاربٌ في النازلات مهجنُ
***
سقياه أشهى مايكون على وغى
أنت الظميّ هو النديم المدمن

.
وهو الحرون إذا تمرّد صاهلا
وهو اللعوب الجامح المتشيطن

.
شفتاه تصهل ذا الحِمام قصيدة
شفةٌ تهجؤه وأخرى تلحنُ

.
وتناقضٌ في الحالتين موثقٌ
وبغير معجم حسّه لا يؤمنُ !!

.
إمّا كفرت بكلّ أرعن خانعٍ
دعها بثورتك الحميمة توقن

.
دعها تراك حقيقة كونية
كالشمس نجما ساطعا لا يوسنُ

.
هل للأنيس على الخليل تمننٌ
هل للبدور من الشموس تحننُ؟
***
حواء في لوح الرؤى قمرّية
وتغبّ أسرار الوجود وتخزنُ

.
متوشحٌ بالكبرياء غموصها
ترنو لسحرٍ في البريق الأعين

.
لغة تفيضُ على الوجود عذوبة
وتحارُ في شرح المتون الألسنُ

.
لكنّها للدارسين حضارة
وعلى نداوة نبعها تتمدنُ

.
في راحتيها زاد من يبغي القِرى
وبدون وهج حنانها يتعفن

.
لغة القتال غريبةٌ عن لوحها
أنت المقاتل والقتيل الأرعن

.
فاجعل حسامك روضة ضوئية
وبغير ومضة برقه لاتؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى