مقاصد الإساءة للرسول محمد – صلى الله عليه وسلم –

سميرة بن نصر | تونس

هلْ يُعاب الجميلُ إذا وُصِفَ بالقبيح، وهل يعاب التقي إذا اتهم بالفسق، وهل يُعاب النقي إذا اتهم بالخبث، وهل يعاب الحيي إذا وصف بالصفاقة، وهل نصدّقُ أن شعاع الشمس مظلمٌ إذا أرادوا إقناعنا بذلك، وهل يتصاغر البحر مذلة وهوانا إذا نظر إليه أحدهم نظرة ازدراء واحتقارا وقال ما هذا إلا بقعة بول أو بركة أوحال، هل تثأر الجبال إذا هوى عليها أحد بفأسه أو بصق على حصوة فيها، وهل…..وهل ….. وهل ….؟ هل يغضب الحكيم العاقل إذا تضاربت الأكف حسرة وقيل فلان قد جُنَّ؟

أبدا.. بل على العكس تماما فسوف يشعر بغبطة وتسري به لذة أعذب من شربة ماء بعد عطش مرير لأنه حينها فقط يعي حجم نفسه الحقيقي الذي هو أكبر بكثير من رؤية البشر الضيقة.. سينظر لهم من مكانه العلي بابتسامة رضى و بحنو المتأسف على حال من هم دونه بل لا يعادلون نقطة في بحره ..

هذه قاعدة لن تبدر منها شاذة واحدة فكل من رأى أحدهم يعيّره بما ليس فيه فإنه لن يحرك فيه قيد أنملة لأن النعوت تنساق تلقائيا وتنفذ لجزيئاتها، فحامل العيب يصيبه الوصف ويخترقه؛ لأنّ الأصل في الاشياء أن تجذب أشباهها وتلتقطها بسرعة لا مثيل لها ..

وسبب هذه التوطئة المختصرة ما يطفو على السطح من حين لآخر من حركات مسيئة لشخص النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وما هم بمسيئين لغير أنفسهم، فالنفس الطيبة تنثر طيبا يغمر الأرجاء ويعود على صاحبه والنفس الخبيثة تنثر ما بحوزتها أيضا فيعود على من حولها وعليها ومعنى هذا أن الرسوم التي يرسمونها ما هي إلا شياطينهم وخيالاتهم ولا تمت لرسولنا الكريم بأي صلة لأن وصفه الذي تناهى إلينا هو أبدع وأنقى ما يكون وبشهادة حتى أعتى الأعداء.

 فلماذا نغضب إذا رسموا رسما لا يشبهه البتة وقالوا إنه الرسول؟ هل لأننا صدقناهم؟ أو صدق وصفهم .

كان يكفي أن نقول: لا يا معشر الفنانين، لقد أخطأتم، إن رسمكم أبعد ما يكون عن وصف الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ، بل أنتم ترسمون خيالات أنفسكم فاستبسلوا في اختراع البشاعات.

كان يكفي هذا، حيث صرفهم الله عن رسولنا الكريم بتصوير أشباههم ومن حكمة الله أن جعل وجود الرسول قبل اختراع تدجين الصور وتحنيطها حتى لا يمكن التلاعب بصورته بشتى الوسائل المعمول بها حديثا، وكان يكفي أن نسير على المنهاج المحمدي فقد كان يغتبط من سبابهم وشتائمهم ويبتسم بقوله: إن الله صرف عنه أذى المشركين فهم لا يسبونه بل يسبوّن ” مذمما” وهو اسم من استنباطهم لا يمت للرسول بأية صلة .

والأصل في تلك الحركات ليست الإساءة إلى الرسول الأكرم بل إلى المسلمين لبث البلبلة والفتنة وهو مخطط صهيوني جهنمي لإدخال المسلمين في دوامة أكبر من الدماء والتفرقة والأدهى من ذلك أن تخرج طائفة من هؤلاء الصهاينة للدفاع عن حرمة الرسول في شكل مظاهرات منددة… فعلا إنه لأمر مضحك والله … وما هذا إلا قصد إثارة حفيظة من لم ينخرط في المخطط ولم يدخل إلى شبكة العنكبوت التي يرسمونها بحرفية أنثى العنكبوت.. فكيف يرضى مسلم عن نفسه لم ينتصر للرسول وأعداؤه ينتصرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى