قوافل الضّوء

الشّاعر عبد العزيز الهمّامي

 

كَأَنَّ هَذِي الخُطَى بِالرِّيـحِ تَلْتَحِفُ

أَجْرِي وَرَائِي وَلاَ أَدْرِي مَتَى أَقِـفُ

مِنْ أَلْفِ عَامٍ وَأَحْلاَمِي عَلَى كَتِفِي

وَمَاشْتَكَى مِنْ تَبَارِيحِ الهَوَى كَتِفُ

تَرَمَّـلَ العُــمْــرُ مُـذْ فَــرّتْ جَدَاوِلُهُ

حَتَّى بَدَا مِنْ دُمُوعِ الوَقْتِ يَرْتَشِفُ

بَـيْـنِي وَبَـيْـنَـكَ قَوْمٌ ضَـلَّ قَـارِبُهُـمْ 

مُنْذُ البِدَايَاتِ بَاعُوا البَحْرَ وَاخْتَلَفُوا

وَجِئْتُ كَالبَـرْقِ مِنْ ذَاتِـي اِلَى لُغَـتِي 

دَوَّنْتُ فِي مُعْجَمِ الأَضْوَاءِ مَا حَذَفُوا

ذِي أُمُّـهَـاتُ  المَعَانِي أَنْـجُمٌ حَـمَـلَـتْ

عُشْبَ الأَقَاصِي وَضَوْءًا لَيْسَ يَنْكَسِفُ

اِشْـرَاقَـةٌ مِـنْ قَـنَـادِيـلِ الحُرُوفِ كَمَا 

لَوْ أَنَّهَا الغَـيْـبُ فِـي الأَحْدَاقِ يَـنْـكَـشِفُ

فَاعْبُرْ مِنَ الفَيْئِ تِلْكَ البيدُ مُوحِشَةٌ

وَالكَوْنُ نَافِذَةٌ  فِي اللَّـيْلِ تَـرْتَـجِفُ

وَامْـنَـحْ صِـرَاطَك أَبْـوَابًـا  وَأَجنِحَـةً

هَـذَا  مَــلاَذُكَ  لاَ  يَـرْتَــادُهُ أَسَــفُ

الأرْضُ بِـكْرٌ وَأَطْــيَــابٌ  مُـقَدَّسَـةٌ

وَالأَنْـبِـيَـاءُ عَلَى سَـجَّادِهَا اعْـتَـكَـفُـوا

وَالـيَوْمَ لاَ  وَطَـنٌ فِــيـهَا  يُـظَـلِّـلُـنَا

مُـنْذُ انْكَسَـرْنَا وَمَـاءُ العَـيْـنِ يَـنـْذَرِفُ

 لَمْ تَـدْرِ حَوَّاءُ مُذْ كَـانَــتْ بِـجَـنَّـتِـهَا

أَنَّ الغِــوَايَـةَ اِثْـمٌ حِـيــنَ يُـقْـتَــرَفُ

طَـالَ الطَّـرِيقُ وَلَـمْ أَبْـلُـغْ  نِـهَايَــتَهُ

فَمَالَّذِي كَانَ يُـخْفِي وَهْـوَ يَـنْـعَطِفُ

أَبْـدُو وَحِيــدًا وَلِـي زَوّادَةٌ  نَـفَـدَتْ

وَالظِّـلُّ عَـنْ جَسَـدِي يَـنْـأَى وَيَنْصَرِفُ 

جَنَّ المَسَاءُ وَمِلْحُ العَـيْـنِ  يَجْـرَحُنِي

وَلَمْ أَجِـدْ فِي سَـدِيـمِ الأُفْـقِ مَا أَصِـفُ

كَمْ أَشْتَـهِي مِـنْ رَمَـادِ اللَّيْـلِ عَاصِفَـةً

يَجُرُّهَا الدّهْــرُ أَوْ تَأْتِـي بِهَـا الصُّـدَفُ

أَغْفُوعَلَى الشَّوْكِ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ ظَمَاٍ

كـفّـي مِـنَ المـاء تَـدْنُـو ثُـمَّ تَـغْـتَـرِفُ

أَحِـتَـاجُ أَنْ أَسْـتَـرِدَّ الاَنَ سَـيْـفَ أَبِي

وَلَـنْ أَغِـيـبَ وَخَـيْـطُ الصُّبْـحِ يَنْحَرِفُ

وَلِي ثِـمَـارُ الأَمَـانِي لَـمْ يَـذُقْـهَا فَمِي

لَـوْ أَنَّـهَا عَـلِـمَــتْ  أَنِّـي بِـهَـا كَـلِـفُ 

وَقَـدْ أَرَى مِـنْ ثُـقُـوبِ الـوَهْمِ فَاتِـنَةً

يَمِيسُ مِن خِصْرِهَاَ البِلَّوْرُ وَ الخَزَفُ

وَأَحْسَـبُ التّمْرَ  فِـي أَعْـذَاقِـهِ ذَهـبًا

فِي مِعْصَمِ النّخْلِ لَمّا اسْتيْقَـظَ السَّعَـفُ

والقَادِمُونَ مِنَ الأَطْلاَلِ صَوْبَ دَمِي

فِي لَيْلَةٍ  غَـابَ عَنْهَا العِــزُّ وَالشَّـرَفُ

تَلُـوحُ مِـنْ شَاهِقِ الرُّؤْيَـا قَـوَافِـلُهُـمْ

لَعَـلَّهَا   حَـوْلَ مَـاءِ الحُـبِّ  تَـأْتَــلِـفُ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى