من الذكريات.. عدالة الصحابة (3)

رضا راشد | باحث بالأزهر الشريف

 

ذكرت في المقال قبل السابق (عدالة الصحابة  2) أن التحالف بين الغرب والشيعة أدى  للتمكين للشيعة من الصحف وكان لذلك دافع ومنهج وأثر. وقد تحدثت فيه عن بعض الآثار السيئة لذلك الأمر الخطير في الصحف المصرية من خلال ما سودت به صفحات بعض الصحف المصرية في السنوات الأخيرة من التطاول على الصحابة – رضوان الله عليهم –

وفي هذا المقال نوضح كيف تم ذلك؟

والجواب:

تم ذلك استغلالا للجهل المطبق بالتاريخ الضارب على العقول   لأسباب كثيرة منها: تسطيح المناهج التعليمية في مدارسنا جامعاتنا. وذلك عبر عدة طرق :

(^) استغلال عواطف العوام من خلال التركيز على تحبيبهم في أهل بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم – (وكلنا – معاشر أهل السنة –  نحب آل البيت ونعرف لهم فضلهم، ولكن بلا غلو ولا مبالغة)؛ وهذا حق يراد به باطل، ليتخذ من ذلك وسيلة للطعن في الصحابة من خلال اصطناع عداء مكذوب بين الصحابة وآل البيت وإيهام الناس أن ظلما بيِّنا وقع من الصحابة على آل البيت رضوان الله عليهم؛ ليشعلوا بذلك نار الغيظ في قلوب العوام تجاه الصحابة – رضوان الله عليهم -؛ اعتمادا على الوسيلة التالية وهي :

(^) التناقض العجيب في التعامل مع الروايات التاريخية التي تنطوي على لمز الصحابة – رضوان الله عليهم  – والنيل منهم؛ حيث يتلقونها بتسليم مطلق بصحتها، مع أنها  مروية عن إخباريين كذبة رافضة متكلم فيهم من قبل علماء  الجرح والتعديل كأبي مخنف لوط وغيره؛ ثم يتخذونها  ميزانا لمحاكمة الصحابة من خلالها  يفعلون هذا بينما يأتون إلى كتب الحديث الصحيحة فيشككون فيها؛ تأثرا بأكاذيب باطلة، كما يفعلون مع صحيح البخاري – رحمه الله –

وما كان معيارهم في التصحيح هناك (في الروايات التاريخية المكذوبة) والتضعيف بل والتشكيك هنا (في صحيح البخاري، مثلا) إلا الهوى والمزاج الشخصي؛ فما يتوافق وأغراضهم المريضة فهو الصحيح حتى وإن اعتراه الضعف من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وما لا يتوافق مع هواهم فهو الضعيف، حتى وإن حكم العلماء بأنه في أعلى درجات الصحة.. وما هكذا يا سعد تورد الإبل.

(^) استثارة عواطف الناس من خلال اصطناع عداء موهوم مع أمريكا وإسرائيل.. وما أكثر ما رفع الشيعة  في كثير من بقع الأرض رايات مكتوبا عليها :

                 الموت لأمريكا    

                الموت لإسرائيل

بينما الحقيقة غير ذلك تماما .

(^) الدعوة للتقريب بين السنة والشيعة؛ استغلالا لما يشتعل في قلوب المسلمين من غضب مضطرم تجاه أفعال امريكا وإسرائيل العدوانية تجاه المسلمين في فلسطين العراق وأفغانستان مثلا؛ بحجة أنه لا يجوز من المسلمين أن يثيروا الخلافات بينهم والعدو على الأبواب، وأنه يجب التوحد بين السنة والشيعة مواجهة لهذا العدو، زعموا (مع أنهم حلفاء هذا العدو في الباطن).

وهذا التقريب هو الأكذوبة الكبرى التي يمارسها الشيعة خداعا للمسلمين؛ كي يجدوا لهم فرصة لنشر تشبعهم في ديار أهل السمة من غير أن يقابلوا هذه الخطوة بخطوة مماثلة بالسماح لأهل السنة ببعض الحرية الدعوية في بلادهم (طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها مسجد واحد لأهل السنة).

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى