يتكاثف فيصير جبلاً من شعر

سهام الدغاري | ليبيا

 

(1)

فلتنهض

ولتنفض عنك حُلماً عاجزاً

وبملء راحتيك

مسدِّْ خيوط قصيدك … لتدوزن عليها وقع خُطاك الهاربة

وقبل أن يسيل الضوء

ويحاصر ظلك

اغمسْ بنانك في كؤوس اللغة السبع

ثم قرِّرْ

من مِنّا ستنجبه الحياة مرتين

ومن مِنّا ستُضاء الشموع لخسوفه.

 

(2)

فلتنهض

ولتّمرِّرْ بعضاً من اضطرابك في سَمِّ قصيدة مائلة

فقدت جمجمتها ذات نزال

افعلها بتأنِّ وامتنان

فكل ظلالك باتت هياكل محطمة

 

وبملء حدقتيك

اقبضْ على آخر ذكرى يانعة … تحاول الذبول

ولتبادلني

حباٍ بحب وحرباٍ بحرب

ولننظر

من منا سيتفاقم شعراً ونصراً

ومن منا سيٌنثر فوق قبره الياسمين

(3)

يعرف كيف يحافظ على جراحاته نيئة

ليعود لطبخها على مهل

بعد أن يعجز عن مقاومة أساه الكثيف

وبعد أن يستشيط حزنه

فيرغي ويزبد ملقياٍ به في قبضة الموت الأخير

هذا الموت يصنع له حيوات أخرى

يضع فيها الكلمة على الكلمة

والذنب على الذنب

والصفح على الصفح

وقبل أن تنعيه الرياح

يتكاثف

فيصير جبلاً من شعر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى