ثلاثية البوح
محمد السبوعي| ليبيا
الاولى …
حكاية زاجلة ،
تأوب للوقت ،
تطوي فرسخ ممهور بالبعد ،
تأكل من حراشف الاقدام ،
والرمضاء لا تذود ،
هلك الهوام ،
في غلبة الريح ،
أكاكوس مسكونة ،
يعج فيها الريح ،
والعواء ،
والفحيح ،
ينضج على ضفافها البرمبخ ،
والحفر يسكنها ذئب ،
لاشئ سوى أن تكون طيرا لتراها ،
مقلاعك لا يجدي وخطاك مثقلة على الرمل ،
يرونك على مرمى ناب ،
أو مخلب ، وقد لا ترى ذات القرنين ،
وأنت مشدوه ،
ما أن ترى جمل سائب ،
يركض ،
كصوت طبل أفريقي ،
وتتوه ..!
الثانية …
مغنم في الغرام ،
غانم في الكلام ،
أداهن الحزن ،
وأقرءه السلام ،
تعالي …! ،
أحضني لندفئ المكان ،
ونغادر الزمان ،
خطوة كوردة وقبلة المُدام ،
هنا بعيدا ،
كصخرة في وجه الريح ،
كحديقة لا تنام …!
الثالثة …!
غادرت سربها ،
صدى المواء يثلج أسوار المقابر ،
وأنا …،
غارق في زرع وردة ،
وأنت …! ،
ترفلين نحوهم ،
وتتحطين نحوي ،
ترسمين جنازات تستدفئ برائحة النعناع ،
ولزوجة رمضاء النهار ،
لا أثر للحنك ،
كل الذكريات في سلة واحدة ،
رسمت كرسيين بأحمر الشفاه ،
وقد علقت خريطة العودة ،
ونشرت البيان ،
وختمت بشمعك الاحمر …!