مُعَلقة
مروان عيّاش | سوريا
يقولون في العيون الحور
في الأيادي غزلاً
والشَعر المنثور
يقولون قصائداً في النهود
في الرقاب والثغور…
وأنا اللاجئُ إلى الجنون
النازح في كون لا ثابت فيه غير حيرتي.
أفرغت حقيبتي من أوهام التماثيل
إن طريق الشِعر لم يعد يحتمل التأويل
فالوجع المرصوص في قوالب الخشب
يصبح أكثر فتكاً في الضمير
أين الغزل في كلام عن نصف بشر
أي شِعر عن أيادٍ مصلوبة
عن ثغرٍ بلا لسان
عن رقاب مثقبة بالمسامير
كيف تكون المرأة ياسمينةً
إن كانت بلا أطراف
وساقها مبتور
كيف تكون قمراً (معلقاً)
تحت سقف يرفعه الأنين
ماذا أكتب لمرأة عارية
في حضرة الموت..
تلف ساقين كأنهما جذوع زيتونة يابسة
الغزل أيها الشاعر في زمن الحرب تفسير أحلامٍ بغيضة…
قراءة فنجان من دم..
تنقيب عن تفعيلة سقطت من جعبة صعلوك جاهلي…
وكيف أحن لوطنٍ
خدود الأطفال فيه مشققة
هذه خيانة لدموعٍ تحجرتْ من الخوف
كيف أحنُ لوطنٍ،
تأكلُ فيه الطيور صغارها،
وتبني أعشاشها من شرايين
كيف أزرع ورداً فوق القبور
كي أخفي حقيقة
الحنين لوطن برسم البيع غيبوبة واعية…
أيها الشاعر…
دام البنان والببان أخي شاعرنا الكبير تحياتي وتقديري