ظِلُ الحَمَامَة
موزة المعمرية | سلطنة عمان
أن يمر التاريخ حولك بكل ما يحمل بين طياته من بطولات, وفتوحات, وانتصارات, وهزائم أيضًا, دون أن تُحرك ساكنًا لهو أمر مُريع, فما بالك لو مر عمرك بأكمله حولك وأنت ساكن سكون الرياح الهامسة في جو شتاء ملحمي الصقيع؛ فأودى بتلك الروح التي تغلف تلك الحمامة وطوقها الذهبي المُرصع بحبات الألماس!
المشكلة الحقيقية دوماً في أن تكون أو لا تكون, بل والمشكلة الأعظم في أن تود أن تكون شيئاً لامعاً براقاً كبريق ذاك الطوق الألماسي كي يراك أحدهم خالدًا كخلود مسرحيات شكسبير, ولكنك تدرك فجأة بأنك تائه أشد التيه وأن طريقك أشد تعقيدًا من متاهات أنتيجونه.
المهم من كل شيء هو أن يصبح المرء كما يريد هو لا كما يُريدون أن يصنع منه البقية ما يُريدون, والأهم هو ماذا تريد أنت أن تكون!
كُن كما تشاء أفضل بكثير من أن تكون كتلك الحمامة التي رغبت في الخلود, فلم تستطع وظلت تحوم في سماء مُلبدة بالغيوم السوداء, فضلت طريق عودتها ولم تُبصر النور إلا بعد أن رأت ظلها الخالد هناك في تلك السماء وسط تلك الغيوم.