حين يتجلى الغباء
المحامي شوقي العيسة | فلسطين
أسوأ ما يمكن لشخص القيام به هو التفاخر بالغباء. والمثال الساطع هذه الأيام هو وباء فايروس كورونا.
ما نعرفه نحن المواطنين غير المختصين بالطب وعلوم الوباء، حقيقة واحدة، وجود فايروس والآلاف ممن أصيبوا به ماتوا وإن هذا الفايروس مُعدٍ. ومنتشر في كل الدول وبين كل أنواع وجنسيات البشر.
سواء كان الفايروس مصنعا في مختبر أو مؤامرة من جهات معينة أو كان طبيعيا أو جاء غضبا من الرب، تبقى الحقيقة أنه موجود ومعد ويقتل في كثير من الحالات.
والحل الذي يمكن أن يصل إليه أي إنسان سوي هو الوقاية، سواء بقرار حكومي أو بدونه، كل ذي عقل يعرف إن عليه الابتعاد عن المريض.
وهكذا كان الناس قبل الكورونا يبتعدوا عن المصاب بالانفلونزا أو المصاب بالحصبة أو الجدري. الفرق الآن أن كثيرين من المصابين بهذا المرض لا تظهر عليهم الأعراض، وأحيانا هم أنفسهم لا يعرفون أنهم مصابين.
الأغبياء هذه الأيام لا يسببوا ضررا لأنفسهم فقط بل لكل المحيطين بهم. بعضهم لا يفكرون حتى فيما يقولون تجده مثلا يعترض على عقد مؤتمر النقابات وعلى الاجتماعات السياسية في ظل انتشار الكورونا ثم في نفس الجملة يطالب بفتح المساجد للصلاة، ينتقد غباءهم ويطالب أن يصبح مثلهم.
ألم يقل لك الدين إذا لم تستطع الوضوء تيمم وإذا لم تستطع الصلاة في وقتها اقضها في وقت آخر، قس على ذلك وصل في بيتك.
أما تجلي الغباء في أوضح صوره هو لدى أولئك الذين يدافعون عن قرارات الحكومة بالإغلاق ثم يعقدون اجتماعات حاشدة.
ولكن من تفوق على كل البشر بغبائه هو من يقول لك رغم الكورونا هاتلك عبطة وبوسة.
أما من يجعلك تفقد صبرك وأعصابك هو الشخص الذي لم يدخل في حياته كلية الطب ولم يمر من جوارها وفي المدرسة لم ينجح في أي امتحان علوم وكان دائما الطشية، حين يجلس بجانبك ويمسك يدك ويقول لك أنت بس اسمعني خليني أشرحلك الموضوع ويريد أن يفسر لك كيف تظهر وتنتشر الفايروسات وكيف تعالج ببساطة باليانسون والليمون والحبة السوداء.
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن اللطف فيه. لأنك لم تعطنا علاجا للغباء.