المُدْنُ عَناوينُ لأبْنَائِهَا
الأب يوسف جزراوي | شاعر عراقي – أمستردام
نَامَت الشَّمْسُ المُسِنّةُ
بَعْدَ أَنْ أَرْخَى اللَّيلُ سُ
فَبَدَأَ القَمَرُ يسْتَفردُ بِ
أَمَّا النَّسَيمُ
فلَمْ يروّض خُيُولهُ
سِوَى أَمْوَاجٍ
وَقَفت فِي وَجههِ
وأَهْدتهُ عَقَاقيرَ مُهدِّ
فِي غُضُونِ ذَلِكَ
كَلَّأَ اللَّيلُ بَصَرَه
وَوَقَفَ صامِتًا
عَلَى رجْلٍ وَاحِدَةٍ
آنًا بَعْدَ آنٍ
يَرْصُدُ فَرَاشَةً بِلَا أجْ
تَسِيرُ بِقَدَمينِ عَارِيتينِ
عَلَى الرِّمالِ الرَّطْبةِ
تُنقِّبُ عَنْ وُرْدَةٍ ضَّالَ
لَدَغَها الانْتِظارُ بِعَقَارِ
فَأَمْضَت العَمْرَ كُلَّهُ
هَائِمةً عَلَى وَجْهِهَا مُ
تَتَوَسُّدُ السَّاحِلَ وتَحلُ
تَلَمُّ الشّمْل فِيهَا
مِثْلَ بِئْرٍ شَحِيحَةٍ
تتُوقُ لِبَحْبُوحَةِ مَاءٍ!!
بَغَثَهً سَمِعَت الفَرَاشَةُ
هَسِيسَ كَمَنْجَةِ رَحّالٍ
فأغْرَتها أنغَامُ عَزفِهِ
لَحْظَةَ عَكَفَ خِلاَلَ سَيْ
يُنَغِّمُ لِيفكِّرَ فِي نَصٍّ
لَمْ يُكْتبْ بَعْدُ
حِينَئِذٍ تَرَكَتِ طَرِيدتِها
وَتَنَسَّمَت أثَرَ عَابِرِ سَ
لَا يَمكُثُ
يَخْطُو كَالنَّخلةِ
تَحتَ مَاءِ الْمَطَرِ
وَقْعَ خَطْواتِهِ
يَتَماشَى مَعَ نَبضِ ظِلِّهِ.
اسْتَوْقَفَتْهُ لِتَقْرَأَ طَ
-مَهْلاً يَا أيُّهَا البَغدادي
لاَزَمَتْهُ الدَّهشةُ وَتَ
كَيْفَ عَرَفتِ مَلاَمِحَ سَ
-أَجابَتْ بِالْقَوْلِ:
نَحِيبُ المُدْنِ
يَدَلُّ عَلَى عَناوينَ أَبْ
………
مِنْ ديوانِ (في البَدْءِ كَانَ