تفاءلوا بالخير

سمير الجندي | فلسطين

دع الأمل يحذونا إلى المستقبل. بالرغم من الإنشطار النفسي الناتج عن الروح الأخلاقية في ظل الجائحة البغيضة التي خبت في ظلها مشاعل الحب والرغبة.. وكادت تودي بتفاؤلنا.. وولدت فينا القلق الذي من شأنه تدهور الحالة النفسية لدرجة احلال الوهم مكان العقل… وبهذه الحالة المتردية ربما تحدث الفوضى… تقترب الحالة عند جميع شرائح المجتمع تقريبا ودون استثناءات من إخفاقات اجتماعية واقتصادية وثقافية تعيد مجتمعاتنا الى عصور الماضي المتخلفة… فالإنسان شيء فريد لا يشبه اي كائن آخر ولا يمكن ان يكون عدميا بأي حال من الأحوال.. لكن الحالة الوبائية التي ادت بالأنظمة السياسية لإغلاق مجالات الحياة وفرضت البعد الاجتماعي القاسي كل ذلك يخالف الطبيعة البشرية التي تعتمد في حياتها على التواصل الدائم… فلا عمل متقن ولا لقاءت تحفز العقل والوجدان ولا تبادل للمشاعر… حياة تناقض الخطوط العريضة للإنسان كإنسان اينما كان… فالإنسان معنوي اكثر منه انسانا مجردا كما يحدث معه الآن… الإضطرابات السلوكية التي فرضت على الإنسان وجعلت منه فردا هنا وفردا هناك محروما من التواصل الجماعي قد وجد نفسه دون مستوى المعيشة… فأي قرار أخلاقي ممكن ان يتخذ في هذا الحال المتردي؟ وبنفس الوقت حماية الفرد والجماعة من خطورة الجائحة؟ فمثلما تجسدت سياسة الدول الطبية لخلق مطعوم يحمينا من هذا الوباء، عليها ان تعد العدة لخلق علاجا نفسيا لأبناء المجتمع. فالعلاج النفسي لا يقل اهمية عن ايجاد المطعومات الضرورية.

إن الإنسان في عهد هذه الجائحة قد اصبح فاقدا لشهية الحياة.. بعد ان شعر بالعجز وبأن حياته لا معنى لها… كف عن الحلم وغابت من حياته قيمة الطموح والعطاء… فماذا يتوقع المواطن الفرد من نظامه الذي يبدو انه عاجز أمام هذه العقبة المتفاقم أمرها…؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى