أكذوبة
رياض ناصر نوري | سوريا
قبل َ بزوغ القصيدة
برمشة ِ عين ٍ ليسَ أكثر ،
كنتُ وسط المَدينة ٍ ،
أسندُ براحة ِ يديَ اليسرى ،
رصيف طريق طويلة ٍ
كيْ لا يطيرَ إلى مدينة ٍ أخرى !
وكانَ العابرون َ يرتلون َ
أناشيدهم المنزليّة على نغمة ِ ناي
ينظرون لي ويبتسمون !
يجهرون َ بشتم ِ الغراب ِ ، مرّة
ومرّة يمدحونَ هديل الحمام ،
ثمّة امرأة دندنت
نشيدها السريّ بغمزة ِ عين ٍ
وأسقطتْ عَمْداً كتاباً
عن ْأبجديّة النساء ِ
إذا باغتهن الحبُّ في خريف العمر ،
لحظتها ..
هبتْ عاصفة ٌ !
وتعانقت فوقَ الرصيف غيومٌ ،
راحتْ تغني نشيدَ المطر ،
فزغردت شجيرةُ سرو أمام بيت ٍ
بيتٌ ماله ُ باب ولانافذة !
…أذكر ُ …فجأة
خَدر ٌ خفيفٌ انتابَ يديَ اليسرى ،
آنَ تَجَمّع َ على مدخل ِالطريق
عسس ُ الشعر بهراواتهم !!
وراحوا يركضون ،
يهتفون َ ويهتفون للغراب ،
….فرت الغيوم ُ ..
طار َ غلاف كتاب الحبّ ..
تزمّل الناي بصوته ..
بكت شجيرة السرو ..
نادت حجارة الرصيف :
يا أبي ..يا أبي ،
وتَمَزقَ منْ تحت ِ أبطي اليسار
قميصي الداخلي
– أشترته لي الوالدة ُ
قبل خمسين نشيدا ً –
…..أذكر ُ آن أكملت ْ دورتها
في فلك ِ الرؤى القصيدة ُ
رفعتُ راحة يديَ اليسرى
عن صدر ِ الرصيف ِ
فتنهد َ
ومال إلى أذني و همس:
يا سَنَدي
قدْ يَصدق ُ في آخر ِ الزمان ِ الشعراء ُ
ولو كذبوا الآن َ!!!