ما الذي جرى لسيدة النهر والجبل؟
سمير حماد
تسكنين امواج آلاميَ ياشام ،
وأمواجَ كؤوسيَ المرتعشة،
وتهمسين موجَعَةً , في العتمة الصامتة ،
من جيدك يتسرّب عطر الياسمين الى روحي،
فتذرفُ دموعَها, الذكرياتُ وتُجَنّ،
مابالُ وجهك يا ملاكي ، شاحباً .
لماذا كلُّ هذا التوجّع والأنين؟
كأنك آتيةٌ من الوهاد العميقة ،
ومن عطش موغل في النسيان ، والسنين ،
ماالذي جرى لسيدة النهر والجبل؟
هل تذرفين الحزن على من رحلوا،
أم على أسرار الطفولة الهاجعة ,
في الظلال وفوق أرصفة العمر ؟
الريح تُعْولُ , فوق ضفاف النبع ،
وفوق قمم الغابات والأساطير ،
وبين الدروب التي احتلّها اليباسُ،
وهي لاتحلمُ , إلا بان تورقَ الأشجارُ ،
وتكثرَ الظلالُ ،
وتغرّدَ الشحاريرُ ،
وتحلّقَ أسرابُ الحمائم في أجوائها ,
كمواكب النسّاك وهم يطوفون حول معبدهم،
ماتزال الدروب تنتظر, وقع خطا الراحلين،
وهم عائدون, كي يضيؤوا كؤوس الحياة,
ويُشرعوا راية القمح والأقحوان ،
والمطر.