أدب

رسالة إلى بغداد

شعر: د. سعيد الزبيدي

بغدادُ جُرحُكِ تأريخٌ من الحَسَدِ
كمْ مَدَّ عينًا رماها اللهُ بالرَّمدِ

منها تَطايَرَ حتى يومِنا شَرَرٌ
على الرصيفِ الذي عيناهُ للرَّصَدِ

وهلْ يسوغُ ادِّعاءٌ أَنَّ حاضرةً
قد أخملتْ ذكرَها في سالفِ الأَمَدِ

كلٌ تفرَّعَ عنها، واستطالَ بِها
وكان فيها استواءُ المتنِ والسَّندِ

يُرى بهِوُجهُهَا الوضَّاءُأينَ مضى
تأمّلًا فيرى أَنْ ليسَ من أحدِ

وليسَ هذا لأنّي غرسُ تربتِها
بلْ أسلمَ الدهرُ طوعًا عن فمٍ ويدِ

وكم أُريدُ بها سوءًا فلا عَجَبٌ
أَنْ رُدَّ كيْدٌ وقال الخائبونقدي!

ولم يزلْ وجهُكِ الوضاءُفي أَلَقٍ
وإنْ بغتْ داجياتٌ دونما عددِ

وقدوقفتِ ولم تطرفْ لخشيتِها
عينٌ،ولا نالَ منكِ حاقدٌ ورَدي

مررتِ بالحادثاتِ السودِ هازِئةً
وجرحُكِ النازفُ المخبوءُبالجَلَدِ

حتى إذا يئسَ المُكتَظُّ من حَرَدٍ
ولم يجدْ منفذًا فانهارَ من كَمَدِ

فاختالَ تاريخُكِ المزهوُبسالفِهِ
الموصولِ حاضرُه إلى ربيعِ غدِ

لِيَهْنَأَ الآنَ جيلٌ إذْ أتاحَ لهُ
دمُ الضحايا وجلُّ الفدي بالمددِ

برغمنا أن تكوني طيفَ أمنيةٍ
نلوذُ فيهِبما نلقى من النَّكَدِ

فيا عروسٌتمنَّاها على شَغَفٍ
شرقُ وغربٌ، وحسبي أنَّها بَلَدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى