أدب

أزمة وعاء

شعر: محمد القاضي


طرحوه في عرض الطريق ونوهوا
هذا وعاء فاسد لا تقربوه

غلبته من فرط الثقوب هشاشة
وتسربت بصمات من قد قولبوه

وعلته من نخر السواد غشاوة
كأسير حرب لم يرق معذبوه

فإذا البريق تضورت هالاته
وكأنهم برفات ليل خضبوه

وإذا المذاق تغيرت نكهاته
وعلا نداء الطهر ألا تشربوه

ما ضره لو قال لا لما رأى
صبيانهم متجمعين ليثقبوه

ما ضره لو قال لا لما بدا
من أمرهم عزم على أن يخربوه

لكنه ألف السكوت وصمته
هو أول الواشين إن يستجوبوه

نصبوا له فوق السراب فخاخهم
وعلى تجرع زيفهم قد دربوه

قالوا أما ترضى بنا أهلا وما
فطن الوعاء بأنهم قد غربوه

ألقى الوصايا حيث لا جدوى لها
مستنكرا هذا الذي وصى أبوه

وغدا يتيه بزيفهم وخداعهم
وبكل مهترئ سخيف لقبوه

حتى إذا أمسى ذلولا طيعا
متقبلا أن يصهروه ويسكبوه

ومرجيا في كل أسفار لهم
نحو ارتقاء الفجر أن يستصحبوه

قالوا مكانك ليس في أسفارنا
حزموا الحقائب للصباح وجنبوه

طرحوه في عرض الطريق ونوهوا
هذا وعاء فاسد لا تقربوه

مهلا ولا تلم الجناة وإنما
لم رأس حر يرتضي أن يحجبوه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى