نسرين الطويل | دمشق _ سان فرانسيسكو
يَا آدَمِ، إِنَّ مُحَاوَلَةَ جَمْعِ حِبْرَيْنِ عَلَى سَطْرِ وَاحِدِ، يُفْسِدُ السَّطْرَ، وَيُفْسِدُ الْحَبْرَ، كَنَّ ذَكِيًّا وَاِسْتَخْدَمَ حِبْرَا سِرِّيَّا نَاصِعَا، كَيْ تَظِلَّ حَوَّاءُ الصَّفْحَةِ الْأَنْقَى فِي دَفْتَرِ أَيَّامِكَ. الْعَلَاَّقَةُ بَيْنَ الْبَحْرِ وَالْمُحِيطِ لَا تُلْغي وُجُودَ أَيِّ مِنْهُمَا، بَلْ إِنَّهَا عَلَاَّقَةٌ تَجْلِي الْفَرُوقُ الذَّهَبِيَّةُ بَيْنَهُمَا، لَوْ سَعَى الْمُحِيطُ لِتَجَاوَزَهَا سَتَهْزِمُهُ مَوْجَةٌ بَحْرِيَّةٌ عَمِيقَةٌ، وَلَوْ فَكَّرَ الْبَحْرُ بِذَلِكَ، سَيَتَبَخَّرُ قَبْلَ الْبَدْءِ. الْحِبْرُ وَالْبَحْرُ رَفيقًا الْمُؤْمِنَ بِالْفَرُوقِ الذَّهَبِيَّةِ فَقَطْ، فُكِّنَّ مُؤْمِنًا لِتَظِلَّ حَوَّاءُ حِبْرَكَ وَبَحَرَكَ، وَلِتَكَنْ مُحِيطَهَا الأوسعَ وَسَطَرَهَا الأنصعَ.
حواء واختلاف العرق والعادات والتقاليد والدين والطباع:
كَوْنَيْ أَنْتَ الْحَضَارةَ لِيَكُنْ آدَمُ بَانِيَهَا وَسَادِنَهَا، فَحَوَّاءُ حَضَاَرةٌ بِحَدِّ ذَاتُهَا، لَا بَقَاءَ لَهَا بِغَيْرِ آدَمَ الْمُعَمَّرِ. الْمِيرَاثُ قَدْ يَكْوُنَّ وِزْرًا لَا يَقْبَلُ التَّقْسِيمُ، فَهُوَ إِسْفَنْجُ زَاهٍ، لَكِنَّ إِنْ أَغْرَقَتْهُ الْمِيَاهُ صَارَ حَمْلَا لَا يُطَاقُ، فَاِعْرِفِي جَيِّدًا أَيْنَ تَسِيرِينَ بِهِ. حَضَاَرتُكَ لَنْ تُلْغِي حَضَارةً آدَمَ، وَكَذَلِكَ حَضَاَرتُهُ لَنْ تُلْغِي حَضَاَرتَكِ، فَاِصْنَعَا حَضَاَرةَ الْأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ مِنْكُمَا، وَالْأَجْيَالَ سَتَسْعَيْنَ بحضارتيكما حَتَّى حِينَ فَقَطْ. لَا تُنْصِتِي لِنِدَاءِ الماضي إِنْ لَمْ يُرْشِدْكَ لِلْمُسْتَقْبَلِ، فَمُنْذُ قَبِلْتِ أَنْ يَكْوُنَ آدَمُ شَاهِدًا فِي مَعَالِمِ حَيَاتِكَ، صَارَ لِزَامَا عَلَيْكَ أَنْ تَنْظُرِي
لِلْمُسْتَقْبَلِ وَلِلْمُسْتَقْبَلِ فَقَطْ.