أدب

أزمنة الأمل والألم

القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية

شعر: فايز حميدي | استوكهولم
-١-
في زمن ربيع الأمل وزرقة الأفق
إحساس الجلال ومخيال الدهشة
حقل عباد شمس يأخذ بيد الصباح
وموج يحلم بالخلاص
ولنا كرامة التَّمرد
لأسئلة المعنى والحقيقة
ترانيم الرُّوح ، عبير البنفسج
شعاع زعفراني يؤرقه الحلم
وبيارة برتقال ملأى بالأغنيات
ونور يبتكر الحياة
-٢-
في زمان الرِّيبة والأفق الحَزين
يترمَّدُ الصَّباح فوق قارعة الطَّريق
ويُفتح باب الغياب
لا صوتَ إلا نزيف الأرض
وتناسل الصرخات
ونشيج نورس بعيد
الدٌّروب تُخاتلنا
والبلاد تَصرخ في دواخلنا
وتواصل الصَهيل …
-٣-
في زمن الغياهب والقبائل والطوائف
ورحيلُ الإنسان عن نفسهِ
يَصدأ الكلامُ … أي غدٍ؟
أمةٌ أضاعت ملامحها وفي فمها
مرار العَلقم
تهمسُ بِدمعها
من قمعٍ ومن قهرٍ ومن غَسقِ
وعلى وجنتيها إمضاء الخَريف !!
-٤-
في زمن العار وَعتم الزّمان
والعمرُ المحصور بينَ طلقةٍ وشهقةٍ
تكفكفُ غزة دمعها وبردى حَنينهُ
حزنٌ يصعبُ نحيبه
اقتلعوا أظافرهُ
ولجموا أحلامهُ
وأحرقوا خطاهُ
وجاؤوا يتوازعون التَركة
فهجستْ عَيناه
أأفراس العرب عَرجاءُ؟!
-٥-
في زمن انكسار العوسج والفراشات الهائمة
والتاريخُ الذي يُقرأ من كُتبٍ مَصقولة
رائحة الماضي صبارةٌ من نار
وطناً ومنفى
أقهقه ملء أشداقي
أنا تنهيدة العُشب في ليلِ الخَريف
ورثتُ الغصةَ في كُلِّ فرحة
والصَّبر في كلِّ غصة
لا شيء أملكهُ ليملكني
أتوسدُ ذراع الألم في منافي العمر
مثل ليلٍ شتوي لا ينتهي …
-٦-
في زمن السّجود الخانع والسَّطحية العاجزة
ولباقة الكذب ، والكذبة المٌتحضرة
متعبٌ تمضي كغيمةٍ حائرة
ذبول المعنى ، والأمل المخادع
أزهارٌ تَختنق
عشبٌ يًحتضر
تصمتُ الأيام وتنأى الدّروب …
-٧-
في زمن براكين الغربة وسلال الشَّجن
وضجيج الحنين ….
تتساقطُ أوراق العمر
وتهوي دامية الصَّدر
الرّوح تٌكابدُ
تتكسرُ
تتشظى
وخافقي غابةٌ تَحترق
برتقالةٌ تَنتحب
وأصيلٌ حالك الوجنات
-٨-
مهلاً أيُّها القلب
لن نشربَ قهوةَ الصّباح
أتراكَ أدمنتَ حُزن ” أمل دنقل ”
مهلاً خُذْ بيدي
إنَّ الحياة سجال
أرقٌ كان الضُحى على دروب الأفول
-٩-
هذا زمان العالم القاتل الكئيب
زمان الصَّمت والإرهاق والوجوم
لا توت يسترُ عَورته
إسمعْ ، إنَّه يعوي
لا شيء سوى أذرعة الفساد
وأسلحة الدَّمار
ومطرٌ متشحٌ بالسَّواد
والذئابُ تجوس الشًّوارع
وهذا العالم التًّافه المنهار ….
-١٠-
فوق ثلج أرواحنا
لا شيء سوى قوافل النَّكسات
وأزهار مآقينا تترمدُ
وحلمٌ لا يجيء
الماضي لم ينقض فينا
يعشعش في تفاصيل المكان
ولا المُضارع يأتي بالغد ويفعلُ
وتخضرُ الأسئلة حكايةً في دمي
كالرّوح تَحلُّ بالجسد
تنبتُ
تَنمو
وتزهرُ
تحطِّمُ أقنعة الورق
وتُسائلُ التّاريخ عن أمَّةٍ
عن عباءةٍ مُرتقة ، مُهلهلة
عن مَهزلة ..
رُدّي لي لغتي وشمسيَّ المُشرقة
ليرحلَ الخريفُ بعيداً
ونغرسُ شُعلة الأملِ …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى