مقال

كان الصمت لغة العظماء

بقلم: محمود قشطة

كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء عظماء شرفاء يصمتون لوجوب الصمت واحتراماً للنفس ولضرورة الصمت
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء يصمتون لعدم إعطاء الطرف الآخر أكثر من حجمة واحتقارة وعدم النظر إليه
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء يصمتون لأن الصمت مبدأ أساس من مبادئهم وعنوانهم الرئيسي
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء يصمتون رغم امتلاكهم المقدرة على الرد بالأدلة والبراهين والاثباتات
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء يصمتون أمام الجميع ولا يتخيرون توقيتا للحديث والرد علي هذا والصمت أمام هذا
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء مرفوعي الرأس ولا توجد علي رؤوسهم بطحات وعينهم ليست مكسورة
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء عظماء لا يتربحون من مناصبهم ولا يربحون من حولهم وذويهم للقيام بدورهم في ضرورة الرد على المشككين
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء يصمتون عملا بمقولة إذا خاطبك السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
كان الصمت لغة العظماء حينما كان العظماء يتنازلون عن مبدأهم الأساسي وهو الصمت ويتحدثون ويتكلمون ويتحركون ويتجولون ويعلو صوتهم ويسمعهم الجميع وذلك لضرورة التحدث والتعبير عن الولاء للوطن وإبداء الرأي تجاه أعداء الوطن عملا بمقولة إن الصمت في هذه الأوقات خيانة لذا وجب عليهم التنازل عن الصمت وهو مبدأهم والتحدث بأعلي صوتهم وإعلان رأيهم بكل وضوح وبكل صراحة دون النظر إلى حسابات أخري وعدم الخوف من الداعمين في الخفاء
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء لا يمتلكون سوشيال ميديا ولجان إلكترونية تتحدث بدلاً عنهم وتدافع عنهم وتجمل صورتهم وترفعهم فوق الأعناق وتضعهم في أماكن لا يستحقونها.
كان الصمت لغة العظماء عندما كان العظماء عظماء حقا ولا يروجون ولا يستأجرون من يضعهم في صورة العظماء الشرفاء.
أما الآن فلم يعد الصمت لغة العظماء لقد تبدلت الأحوال وتغيرت الأجواء وأصبح الصمت لغة الحرامية والنصابين وسارقي مال الشعب ومكسوري العين وعلي رؤوسهم بطحات وبطحات.
نعم هم يصمتون ولا يملكون القدرة على الرد ولكنهم يملكون من يدخلهم في دائرة الترند عن طريق لجانهم الإلكترونية المأجورة والمدفوعة الأجر التي تحولهم إلي عظماء وأبطال من ورق وتلقبهم بألقاب لا يستحقونها ولا دليل عليها
فلا تصدق يا عزيزي أن الصمت لغة العظماء لأنه أصبح لغة الحرامية والنصابين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى