ما أبقيتم لنا؟!
بقلم: الدكتور/ قاسم النفيعي
أي سماء أضلتنا؟ وأي أرض أقلتنا؟وأي دواب ركضت بنا وشردت سوق النخاسة تبعنا؟
ضاعت كرامتنا، وأكلت رواتبنا. ولم تسوى أوضاعنا، وانتهكت سيادة شعبنا ،وتراجعت قداستنا،وهلت علينا محن ونهب وخصصة ثروتنا، وعمرنا وخيمنا،واقتلعت خيامنا،وتدهورت مساكنا،
تجعجعنا، تمزقنا تفرقنا، تشردنا، تهجرنا. عاد المثل فينا، (تفرقت إيدي سبأ)، إن خضنا البحر غرقنا، وإن تصعدنا إلى السماء فقدنا هواءنا،وضاقت صدورنا وهلكنا،وإن ظللنا على أرض الله تعثرنا ،وتخطفتنا غربان سادتنا، (ربنا ….). وتخطفنا طوفان الجهل فأنسانا مسعانا.
هلك حرثنا،ونسلنا، وقطعنا أرحامنا، وليس ذنبا، وساءت أحوالنا، وأنهارت ديارنا، وجفت منابعنا وغرقنا في دموعنا. فما بقت أطلال بلقيس ،ولا معابدنا.
مساجدنا أقفرت من مصلينا، وغيرناها لاستراحتنا،وملهانا مليئ بعاصينا…. مدارسنا فما كادت تدرسنا،مللنا الظلم والظالمينا.
أيا يمني السعيد كيف سرقت منا؟ وكيف سلبت فرحتنا؟ وحياتنا؟ وتركتنا نحتسي أرواحنا؟ ونشرب دموعنا؟ تهجرنا نبحث عن وطن طار منا. فهل لك هجرة كي ترحل عنا؟ ولما نحن قابعون، خانعون، صامتون أهذا ما أرضعتنا؟ أم جبلنا أن نكون مطايا لمن يغزونا؟ كلا بل ماهكذا مجدنا.
أيا يمني السعيد هل تذكر حمير، وتبع، وذويزن، وقحطانا؟
هل تذكر سبأ وأقيال عمانا ؟ أم تجهلنا ولابسنا وماعدنا لذاك المجد عنوانا؟
نحن اليمانيون عاهدنا، ومدينا أيادينا لمولانا،يثبتنا، ويصلحنا، وينصرنا ويربط على قلوبنا،ويشد على إيدينا. ويمددنا بأموال،وجنات وبنينا. وقد قيل: أرضنا قبر لغازينا.تحياتي لأحرار أبو الظلم والظالمينا.