مقال

آداب إسلامية تخلى عنها المسلمون

د. أحمد الطباخ| مصر
لقد اقام الإسلام بالتشريع والتربية بالأخلاق والآداب التوازن المعجز في حياة الأفراد والمجتمعات، وجعل كل الحقوق والحريات مقيدة برعاية أخلاق المجتمع وعقائده وقيمه ومثله العليا؛ من أجل ذلك حرم أمورا لينزع بها فتيل البغضاء والشحناء، ويزرع بدلا منها ما يفضي إلى ما يجمع لينشىء قلوبا متحابة ، ومشاعر متجاورة متجاوبة لا تعرف إلا المودة والألفة ، فقطع الطريق على كل منكر من قول وفعل يسهم في ضياع الأمة فحرم السخرية، وقد نهانا الله عنها فقال تعالى:”لا يسخر قوم من قوم
وحرم الغيبة والنميمة، فقد قال الله تعالى ناهيا:“ولا يغتب بعضكم بعضا
وكذلك حرم الهمز واللمز، فقد توعد الله بالويل وهو وأد في النار ، فقال تعالى: “ويل لكل همزة لمزة” وحرم التجسس وتتبع عورات الخلق، فقال الله تعالى:”ولا تجسسوا“.
إنها منكرات من الأفعال يقع فيها الكثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بقصد الإساءة للآخرين دون مراعاة لمشاعر الآخرين، ودون وجل وخوف من رب العالمين، فيشيعون الفاحشة، وينشرون الرذيلة بين أبناء الأمة، ويسهمون في تقطيع أوصال الأمة يقطعون حبال مودتها، ويفضحون ما أمرهم الله بستره، فالمؤمن ليس من أخلاقه فضح الناس حتى ولو كان يروم من وراء ما يريد هدفا ساميا؛ لأن ديننا علمنا أن النصيحة في الملأ فضيحة ناهيك عما يقع فيه من جراء ذلك من جدال ولدد وخصام ولجج في مجادلات تفرق ولا تجمع، وتشتت ولا توحد ، وتقضي إلى عداوة بين أبناء الأمة ، وهذا أمر بعيد كل البعد عن أدب الكلام والحوار والمجادلة بالحسنى بين المسلمين ، وحتي مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى يجب الالتزام بأدب الحوار قال تعالى:”ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن“.
وقد جاءت الآداب الإسلامية في ديننا بما يسهم في ترابط الأمة وتكاتفها، وما يجمع أمرها على كلمة سواء دون الدخول في تفصيل ما يعمل على تشرذمها وتفتيتها، ويرسخ في قلوب أبنائها الشحناء فكان لزاما عليها اقتلاع ما يؤدي إلى سبل التفرق؛ لذلك ركز الإسلام على جانب المعاملات؛ لأن ديننا دين المعاملة الذي يفضي إلى طريق التوحد والوحدة الجامعة على أسس من تلك الأخلاق.، فقد اهتم الإسلام بتفاصيله آداب الاجتماع واللقاء على جميع المستويات وفي عموم الأوقات مثل: إلقاء التحية بافشاء السلام الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (والله لن تؤمنون حتى تحابوا، أفلا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم، والمصافحة عند اللقاء، وتشميت العاطس، والتزاور والتهادي)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) وقد قبل النبي الهدية وعيادة المريض وزيارته وتعزية المصاب، وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار بمفهومه العام الذي يجعل الأمة كلها جيران لبعضها وغيرها ممن على غير دينها، واكرام الضيف وقراه ، واطعام الطعام في كل مناسبات الخير، وحسن الصحبة في السفر ، والتحضر والبر باليتامي والمساكين وابن السبيل والتعاون على البر والتقوى فقد أرسلها القرآن وجعلها أساسا متينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى