مبادرة رفيق لدعم المكفوفين نموذجا مؤثرا ومتطورا في أهدافه و أساليبه
أسباب انحسار المؤسسات غير الربحية ومعوقات تطورها وأثر ذلك على المستفيدين في المجتمع
د. طارق حامد| مصر
تعتبر المؤسسات غير الربحية جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في أي مجتمع، حيث تلعب دورًا حيويًا في تقديم الخدمات الاجتماعية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا. ومع ذلك، شهدت هذه المؤسسات في مصر انحسارًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على المستفيدين والمجتمع بشكل عام. وفيما يلي نستعرض بعض الأسباب الرئيسية لهذا الانحسار والمعوقات التي تواجه تطور هذه المؤسسات.
- البيئة القانونية والتنظيمية
تعتبر القوانين واللوائح التي تحكم عمل المؤسسات غير الربحية من أبرز المعوقات التي تواجهها. فقد شهدت مصر تشديدًا في القوانين المتعلقة بالجمعيات الأهلية، مما أدى إلى صعوبة تسجيلها والحصول على التمويل اللازم. هذه القيود القانونية تساهم في تقليص عدد المؤسسات العاملة وتحد من قدرتها على التوسع وتقديم خدماتها.
- نقص التمويل والدعم المالي
تعاني العديد من المؤسسات غير الربحية من نقص حاد في التمويل، سواء كان ذلك من خلال التبرعات أو المنح الحكومية أو الدعم الدولي. هذا النقص يحد من قدرتها على تنفيذ البرامج والمشاريع الضرورية لدعم الفئات المحتاجة. كما أن الاعتماد الكبير على مصادر تمويل محدودة يجعل هذه المؤسسات عرضة للتقلبات الاقتصادية والسياسية.
- ضعف الكوادر البشرية
تفتقر العديد من المؤسسات غير الربحية إلى الكوادر المدربة والمؤهلة لإدارة المشاريع وتنفيذ البرامج بفعالية. فغياب التدريب والتطوير المهني للعاملين يؤدي إلى ضعف الأداء وعدم القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة.
- عدم الوعي المجتمعي
يعاني المجتمع المصري من نقص الوعي بأهمية دور المؤسسات غير الربحية وتأثيرها الإيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. هذا الافتقار للوعي يؤدي إلى قلة الدعم المجتمعي لهذه المؤسسات ويقلل من فرص التعاون والشراكة بينها وبين القطاع الخاص والحكومي.
- التحديات الاقتصادية والاجتماعية
تشهد مصر تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة مثل البطالة والفقر وارتفاع الأسعار، مما يزيد الضغط على الموارد المتاحة للمؤسسات غير الربحية ويجعلها تواجه صعوبة أكبر في تلبية احتياجات المستفيدين.
6*المنافسة مع المؤسسات الربحية*: تواجه المؤسسات غير الربحية منافسة شديدة مع المؤسسات الربحية، مما يؤدي إلى صعوبة في جذب التبرعات والمنح.
7*نقص البنية التحتية*: تعاني المؤسسات غير الربحية في مصر من نقص البنية التحتية اللازمة لتنفيذ مشاريعها، مثل التكنولوجيا والمرافق.
8*نقص الدعم الدولي*: يفتقر العديد من المؤسسات غير الربحية في مصر إلى الدعم الدولي اللازم لتنفيذ مشاريعها.
أثر انحسار المؤسسات غير الربحية على المستفيدين
يؤدي انحسار وتراجع دور المؤسسات غير الربحية إلى تأثيرات سلبية مباشرة وغير مباشرة على المستفيدين والمجتمع ككل:
- تقليص الخدمات المقدمة: مع تراجع عدد المؤسسات وقدرتها المالية، تقل الخدمات الاجتماعية المقدمة للفئات الأكثر احتياجًا مثل الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء.
- زيادة الفقر والبطالة: عدم وجود برامج فعالة للتدريب والتوظيف يعزز من معدلات البطالة والفقر بين الشباب والفئات الهشة.
- ضعف المشاركة المجتمعية: يقلل انحسار هذه المؤسسات من فرص المشاركة المجتمعية والتطوع، مما يؤثر سلبًا على روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع.
- تدهور جودة الحياة: مع غياب الدعم والخدمات الأساسية، تتدهور جودة الحياة للفئات المحتاجة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية والصحية والنفسية.
- تدهور الصحة العامة*: يؤدي انحسار المؤسسات غير الربحية إلى تدهور الصحة العامة بين الفئات الأشد فقرًا.
- تأثيرات نفسية*: يؤدي انحسار المؤسسات غير الربحية إلى تأثيرات نفسية سلبية على المستفيدين، مثل الشعور باليأس والتشاؤم.
- تدهور التعليم*: يؤدي انحسار المؤسسات غير الربحية إلى تدهور التعليم بين الفئات الأشد فقرًا
مبادرة رفيق أنموذجا
مبادرة “رفيق” هي واحدة من المبادرات الرائدة في مصر التي تهدف إلى دعم المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية. تسعى هذه المبادرة إلى تحسين جودة حياة هؤلاء الأفراد من خلال توفير الدعم والمساعدة في مختلف المجالات، مثل التعليم، والتوظيف، والتوجيه الاجتماعي.
مفردات المبادرة:
- التوعية: نشر الوعي حول قضايا المكفوفين وحقوقهم، وتعزيز الفهم المجتمعي حول التحديات التي يواجهونها.
- التدريب: تقديم برامج تدريبية للمكفوفين لتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية.
- الدعم النفسي: توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التكيف مع تحديات الحياة اليومية.
- التكنولوجيا المساعدة: استخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل حياة المكفوفين، مثل تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة المساعدة.
- التوظيف: مساعدة المكفوفين في العثور على فرص عمل مناسبة وتوفير التدريب المهني.
سبل تطوير وتنمية المبادرة:
- الشراكات مع المؤسسات: التعاون مع المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة والجهات الحكومية لتعزيز الموارد والدعم المالي.
- تنظيم الفعاليات: إقامة ورش عمل وندوات ومؤتمرات لزيادة الوعي وجمع التبرعات.
- توسيع نطاق الخدمات: تقديم خدمات جديدة مثل الاستشارات القانونية أو الصحية للمكفوفين.
- تدريب المتطوعين: إعداد برامج تدريبية للمتطوعين لضمان تقديم الدعم الفعال للمستفيدين.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: تعزيز وجود المبادرة على منصات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من المتطوعين والداعمين.
الخلاصة:
مبادرة “رفيق” تمثل خطوة هامة نحو دعم وتمكين المكفوفين في مصر، ومن خلال تطوير استراتيجيات فعالة وتنمية شراكات قوية، يمكن أن تحقق هذه المبادرة تأثيرًا أكبر وتساهم في تحسين حياة الكثير من الأفراد ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع المصري.
الخاتمة:
إن انحسار المؤسسات غير الربحية في مصر يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب جهوداً مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتعزيز البيئة القانونية والتنظيمية وتوفير الدعم المالي والتدريب اللازم للعاملين فيها