أيهما الأفضل: مُتبع المنطق أم أسير العاطفة؟
ظهير طريف فالح| العراق
إن من مصلحة أعداؤنا القول بأن الفرد الشرقي أسير لعاطفته لا لمنطقه وإن مسيرته على دقات القلب لا الفكر، وإن الاندفاع العاطفي ليس اخفاء لفقر المنطق بل هو يكشف غرام الشرقي في المبالغة عن تعبير مشاعره” هذه الفكرة في غاية الأهمية طرحها الدكتور احمد محمد خليفة في كتابه (في المسألة الاجتماعية)، أُعجِبت بالاسلوب التحليلي للدكتور لكنني اعترض معه في بعض النقاط .
فإن الحياة لم توجد ليتمكن الشرقي أو الغربي من تسخيرها حسب فلسفتهما ، فللمنطق ثقله و أهميته في الحياة و للعاطفة الجزء المهم الذي لا يمكن ان يتجزأ من طبيعتنا البشرية.
وفي الواقع نادرا ما نجد هنالك اختلاف كبير في جوهر الفرد الشرقي و الغربي، فعندما نتكلم عن طبيعة مجتمع معين يتوجب علينا أن نكون خارج إطار لغة التعميم، فهل يمكننا ان نعتبر جميع أفراد المجتمع الغربي أنهم يوظفون المنطق في جميع قضاياهم سواء كانت بسيطة أو معقدة؟، ونطرح تساؤلا آخر كذلك بالنسبه للمجتمع الشرقي: هل يمكننا أن نعتبر جميع أفراده هم اسرى لعواطفهم؟
لذا فالمجتمع عندما ينتج مفكرا، هل يعقل بأن نعتبر جميع أفراد المجتمع مفكرين مثله؟
مع الأسف إن يتم تشخيص طبيعة و صفات مجتمعنا قياسا لبعض سلوك و طبيعة افراده من جانب، و اعتمادا على آراء بعض الفلاسفة من جانب آخر.
فلو حاولنا جاهدين لرفع محاسن كلا المجتمعين الشرقي والغربي سنجد أن المساويء ارتفعت تلقائيا فنحن اهملنا هذه الفرضية المهمة و ادخلنا انفسنا في دوامة الادلة لاثبات اي مجتمع هو الافضل و نحن بأمسِ الحاجة إلى وجود معيار صحيح يساعدنا في تشخيص صفات و سلوكيات أفراد المجتمعات