هذه عصا موسى
رشيدة المراسي | تونس
أعود
من حيث لم آت
لم أغيّر طريقي
فكل الطرق باتت سالكة
تركت الذاكرة في أول زاوية في الحارة
أخذت سُبّابتي بوصلة لدروب الشمس الحارقة
وهذا المطر يعيدني إلى الليلة المقمرة حين كانت القدر
بلا مشرط دخلت الخلاء
معصوبة العينين أمشي إلى حافة الصعود
حجرا حجرا
تداعت تحت أقدامي جبال القبيلة
فتحت زوّادتي عند رأس الدّرب
هذه عصا موسى
وهي تسعى مع الحيّات الوديعات
هذا صليب من رحم مريم
يلقف أسلاكهم الشائكة
وهذا ناي اليتيم
يهش به على أغنامه الحبيبات
كلّما انهدّ جبل
طلعت شمس الأفق
دونما حجاب
وهذا الرّكام وقد قّدّ من بين يدي يوسف
نبع ماء يترقرق