ليسَ زكاماً عابراً
د. ناديا حمّاد | سوريا
في المدينة الشّاحبة
فقيرٌ يربطُ بطنَه بالأغاني
وهي تحاولُ تلوين رمادِها برقصة .
عصا الفقر الشقية
تَهشُّ الأغلبية .
الفقرُ ليسَ زُكاما نبرأُ منه بعد فترة..
وليس ظاهرةَ جرادٍ عابرة
يمكن لقضاءعليها
القضاء عليه صعب كالقضاء على الرأسماليّة
أراهُ
غضباً كاسحاً في عينيِّ شاب يتأمَّلُ قرينَه وهو يقودُ سيارةً فاخرة
بينما هو يرجو أمّهُ أن تعطيه ثمن سيجارة
يقضي نهاره متسكعا مستعدا لكل مغامرة
تحت شعار ليس لديَّ ما أخسره..
أرى الفقرَ
في تقاسيمِ أبٍ
استيقظ فجرا وذهب يسعى
بحثاً عن قوت العائلة
ليعودَ خالي الوفاض ..
وحدَها الزوجة تدركُ الحصيلة
تلتقي العيون
وتبكي القلوب مقهورة…
أراه
في عينيّ صبيَّة
تعرض نفسها في الشَّارع
يبتلعها الخجل
وهي تحدَّد الثمن لأحدهم
تعود إلى البيت صباحاً
لتساعد العائلة .
الأم تعرف
الأب يتغابى
ويصلي الفروض في غرفته ..
الشقيق لايكلَّم(الفاجرة) ،
لكنّه يطلب النقود من الأم
وعند موعد الطعام
تلتقي العيون ، جافةٍ
ذابلة …