هرمت.. فأعيدوا لي دراجة الطفولة!
ناهد بدران | سوريا – لندن
(من أعمال الفنان السوري القدير Bahjat Dahoud)
و حروفي …
موجة صهدٍ … آثمة
رملتْ مكامعةً حلمي الفتي
أنا ابن الرّبيعِ الغضّ ..!
قتلوا الحياةَ أمامَ عينيّ …
فسالَ دمها يوقدُ أصابعي قهراً ..
غمارُ فرحٍ يترمّدُ على أسيل نبضي
أرصفةٌ أباضَ حلقها بنداء عقيمٍ
يثخنُ جراحي .. يهصرُ ذاكرتي
أيا وجعَ قلبي ..ينزفُ على بلاطِ الوطن
صمّتْ الآذان عن يائي و أترابي شظايا
تسبحُ في بحرٍ أجاج
بُترتْ أصابعُ الرّيحِ في ليلٍ عابسِ الرّؤى
من يكنسُ فوضى الشّرّ و ضيرَ النّهى
هناك على لهيبِ الحقدِ المتنامي
أشعلوا ضحكتي الرّطبة
ألوذُ خلفَ جسدٍ متداعٍ يشدّ على عكازته
أحترقُ بدمعهِ يخضّبُ الوجنتين
كيف لا تخجلُ النّارُ من ملامحه ؟
من ذوائبَ خصفها الزّمن …؟
من قلبٍ ذابَ و حلميَ يحترقُ
في مجمرِ الطّاغوت
“أعيدوا دراجتي .. سأقودها في طريقي إلى الله”
سأعلو حيثُ صلواتُ السّحابٍ تمريمُ
وجعً الأرض
سأشكو من عاثوا في ثراها فسادا
حتّى تحفظَ السّماءُ بشاعتهم …
تلكَ المملكةُ في حضنِ الغيم لنا ..!!
سأقبضُ على الحلمِ لأقيّده
بسلاسلِ حلمي
سأجزّ الكلأ النّابتَ في وتيني لأسكتَ قرقرةَ الزّمن
سأكبر ..!! و الّذي لم يرحمْ طفولتي
سأعبرُ هذا الزّمنَ النّائمَ على
على رائحةِ الموت ..
أهشّ بحرفي جلجامش
حتّى يزيحَ صخرتهُ الجاثمة
على عينِ الشّمس
ضاقتْ بنا المؤلُ في خمائلِ النّور
لا تطفئنا سحابةٌ ..و لا تعزفُ
في قيظنا خَروق …
بين صخورٍ صدركم و شغافي
مسافة نبض .. حياة .