بيت لحم عاصمة الثقافة تلهم الإبداع.. يهفو نحوها الحجاج

د. حنا عيسى | رام الله – فلسطين

“آتٍ إلَيْكِ وقَلْبي سابِقٌ قَدَمِي ..يا بَيتَ لَحْمَ رَعاكِ اللَّهُ فَابْتَسِمي”

تعتبر مدينة بيت لحم مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين. للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع المسيح له المجد .تضم بيت لحم العديد من الكنائس ، ولعل أهمها كنيسة المهد ، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (335 م). وقد بنيت الكنيسة فوق كهف أو مغارة يعتقد أنها مذود البقر الذي ولد فيه يسوع. وتم اختيارها لتكون عاصمة الثقافة العربية للعام: 2020 – 2021

تعريف بمدينة بيت لحم

هي مدينة فلسطينية ، ومركز محافظة بيت لحم وتقع على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس . يبلغ عدد سكانها 60,000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين. وتعتبر مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين.

تقع بيت لحم على ارتفاع حوالي 775م فوق سطح البحر. ( تسمى بيت أيلولاهاما) أي بيت الإله (لاهاما) أو (لاخاما) والأرجح أن اسم المدينة الحالي اشتق من اسم هذه الآلهة ، إن كلمة بيت لحم بالآرامية تعني بيت الخبز ، وبيت لحم اسم قديم هو (افراته) وهي كلمة آرامية معناها الخصب ، يروى أن النبي يعقوب عليه السلام جاء إلى المدينة وهو في طريقه إلى الخليل وماتت زوجته (راحيل) في مكان قريب من بيت لحم ويعرف اليوم (قبة راحيل)، وفي بيت لحم ولد الملك داود، استمدت المدينة شهرة عالمية حيث ولد فيها السيد المسيح في مكان يعرف بكنيسة المهد التي بناها الإمبراطور قسطنطين الروماني فوق المغارة التي ولد فيها المسيح، هدمت هذه الكنيسة فأعاد بناءها الإمبراطور (جوستنيان) بشكلها الحالي .

للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع المسيح عليه السلام . تضم بيت لحم العديد من الكنائس ، ولعل أهمها كنيسة المهد ، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر 330 م. وقد بنيت الكنيسة فوق كهف أو مغارة يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. ويعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداباً آخر قريب يعتقد أن جيروم قضى فيه ثلاثين عاماً من حياته يترجم الكتاب المقدس.

بنيت المدينة وفقًا لعلماء الآثار على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، وعُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسمها في مصادر قدماء السريان والآراميين وقد مر على المدينة عدد من الغزاة عبر التاريخ، حيث تعرّضت بيت لحم هي وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. وأعيد بناؤها من قبل الامبراطور البيزنطي جستنيان الأول وفتحها العرب المسلمون على يد عمر بن الخطاب عام 637، بعد أن ضمن السلامة للمزارات الدينية في المدينة. وفي عام 1099، استولى عليها الصليبيون الذين حصنوها واستبدلوا فيها الأرثوذكسية اليونانية برجال الدين اللاتين. وقد طُرد هؤلاء رجال الدين اللاتين بعد أن حرر المدينة صلاح الدين الأيوبي . ومع مجيء المماليك في عام 1250، هُدمت جدران المدينة وأعيد بناؤها في وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية العثمانية. في عام 1917 انتزعت بريطانيا السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى وكان من المفترض أن يتم تضمينها في المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. وأُلحقت المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة ومنذ عام 1995، ووفقا لاتفاقية أوسلو، نُقلت السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.

تقع بيت لحم ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع عن سطح البحر 775 متراً. وتعتبر المدينة تاريخيا منطقة مسيحية السكان، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، ولكنها لا زالت موطناً لواحد من أكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية.

يسود المدينة طرازان معماريان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدة القديمة حيث القباب والجدران السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات.

الأماكن التاريخية والدينية في بيت لحم

إن مدينة بيت لحم هي من أقدس المواقع المسيحية في العالم كونها المدينة التي فيها وُلِدَ يسوع المسيح ، وبسبب قدسية مدينة بيت لحم لدى العالم المسيحي فكانت سبب وجود العديد من الأماكن المقدسة المسيحية أهمها:

كنيسة  المهد وهي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية عام 326 للميلاد. كما دخلت كنيسة المهد سنة 2012 قائمة مواقع التراث العالمي،

كنيسة مغارة الحليب (يقع هذا المزار في آخر الطريق المسماة باسمه «طريق مغارة الحليب». نالت هذه المغارة المحفورة في الجير الأبيض اسمها من تقاليج قديمة. حيث يقال إن مريم العذراء لجأت إليها خلال هربها مع يوسف النجار إلى مصر لترضع ابنها.)

كنيسة القديسة كترينا (تقع داخل كنيسة المهد وهي بالقرب من المدخل الجانبي لهيكل الأرمن أو مباشرة من دير الفرنسيسكان، وهي من ممتلكات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في كنيسة المهد. يؤدي إليها رواق من العصور الوسطى تمّ ترميمه عام 1948. تقوم الكنيسة على بقايا دير القديس هيرونيموس القديم. على الجانب الجنوبي للرواق تمّ اكتشاف كنيسة صليبية مع رسومات للعذراء.)

كنيسة السريان الأرثوذكس. وتعد طائفة السريان الأرثوذكس ثالث أكبر طائفة مسيحية في بيت لحم.

كنيسة حقل الرعاة هي عبارة عن مغارة ينزل اليها بحوالي 20 درجه اسفل سطح الارض ، وحسب ما ورد في الانجيل المقدس انه في هذه المغارة كان هناك رعاه وهم أول من بشرهم الملائكه بميلاد يسوع المسيح حسب المعتقد المسيحي.

كنيسة الروم الملكيين في سنة 1964 دُشنت كنيسة الروم الكاثوليك في بيت لحم .

ويوجد في المدينة مسجد عمر بن الخطاب وهو المسجد الاقدم والوحيد في المدينة الذي يقع مقابل كنيسة المهد. كما أنها منطقة غنية بالمواقع ذات الأهمية التاريخية والدينية. ففيها أطلال رومانية، وبيزنطية، وإسلامية، وصليبية. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المواقع ذات الأهمية الخاصة لأتباع الديانات الثلاث التوحيدية، لذا تعتبر هذه الأرض مقدسة، حيث يوجد فيها:

قبر راحيل، وآبار الملك داوود، تقع هذه الآبار إلى الشمال من بيت لحم وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى القصة الشهيرة في الكتاب المقدس من نبوءة صموئيل الثانية حين شرب النبي داوود من هذه الآبار بينما كان الفلستيين يطاردونه.

قناة المياه، قصر جاسر ، يقع على بعد 200 متر من قبر راحيل وعلى بعد 3 كم من كنيسة المهد. ويتميز بواجهة جميلة فخمة وساحة فناء ساحرة مع أشجار النخيل. يمكن للضيوف الاسترخاء في المسبح في الهواء الطلق.

وبرك سليمان : تقع برك سليمان على مسافة ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة بيت لحم قرب قرية إرطاس ، والبرك تمثل أقرب مصدر للمياه الدائمة إلى القدس على إرتفاع أعلى من المدينة.

دير مار سابا يعد أشهر دير في فلسطين ، يقع في صحراء وادي القدرون التي تبعد عن مركز مدينة بيت لحم 20كم، وقد بني هذا الدير بطريقة هندسية قبل 1500 سنة، بيد الراهب الشهير مار سابا، و5000 راهب كان يقودهم، على سفح أحد الجبال المتصلة بسلسلة جبال.

قصر هيرويون: تم بناؤه على تلة تبعد ستة كيلومترات إلى الجنوب من بيت لحم. وتحتوي هذه القلعة على بقايا لقصر ضخم بناه الملك هيرودوس لزوجته في العام 37 قبل الميلاد. وقد تم إحضار الماء إلى القلعة من برك سليمان. وكان القصر يحتوي على أبنية فخمة وأسوار مدورة وغرف محصنة وحمامات وحدائق.

بلغ عدد الحجاج والسياح الوافدين إليها مليون سائح سنويا. ويوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقا ومنتجعا سياحيا وأكثر من 138 مطعما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى