لا نهرٌ يغادرُ منبعَهْ

سمار اللقيس | لبنان

هذا أثيرُ البوحِ أَرْوِي مطلعَهْ

وهنا أُصلِّي قربةً لِأُطَوِّعَهْ

//

وأصيرُ أنسجُ من براعمِ لهفتي خيطاً

يُضيءُ بنكهةٍ حملَتْ عطورَ شقاوتي المتمنِّعَهْ

//

متبرِّئا منْ كلِّ أحقادِ الدُّنى ومتيَّما بخَضارِ

 كفٍّ كلَّما لمستْ فؤادي أرتقي متورعهْ

//

متجلبِباً بسَمَارِكِ القمحيِّ أختزلُ

 الزمانَ بمقلتينِ أجنُّ لو أبقى مَعَهْ

//

وَلَأَستَقي شغفَ الحياةِ أمدُّني

بظِلالِ وجنتِكِ التي لبِستْ خدودَ

الشمسِ، أنذرُ شمعتي حتى أطالَ

جمالَكِ القُدسيَّ ألثمَ منبعَهْ

//

يا أمُّ هاتي البعضَ منْ ريحانِكِ

الممزوجِ بالطُّهرِ المخضِّبِ أرفعَهْ

//

ثمَّ اغْرفي من مقلتيكِ البيلسانَ

وعانقي نفَسي ليتركَ موضعَهْ

//

فأنا أُهجِّئُ منْ ثيابِكِ بسمتِي

فَهَبِي لِعُمريَ منْ حنانِكِ أنجعَهْ

//

ولأنَّ مبسمَكِ الفضاءَ وجنَّتِي

ولأنَّ لا نهرٌ يغادرُ منبعَهْ

//

فلسوفَ أنتزعُ الزمانَ أغوصُ بينَ

خطوطِ وجهِكِ حينَ يغزلُ برقعَهْ

//

وأعودُ مثلَ غمامةٍ بيضاءَ دافئةٍ

 تلاقي الشمسَ ثمَّ تراقصُ الليمونَ

تسجدُ مترعهْ

//

حتى يبعثرَني الجوى فأضلَّ في

عينيكِ عمراً لا أغيِّرُ موضعَهْ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى