حوار عالم الثقافة: الشاعر علي جابر والإعلامية الليبية ريم العبدلي (وجها لوجه)

 

  • الشاعر الذي لايكتب بحسه الداخلي مرتزق وليس بشاعر.
  • القصيدة هي انبلاج الضوء وانقشاع العتمة.
  • بعض النقاد تجَّار مديح وأخلّوا برسالتهم وتنصلوا عن مسؤولياتهم الأدبية والإنسانية.

علي جابر يتميز بالحس الشعري ويعرف بشاعر البنفسج كما إنه إعلامي متميز لديه العديد من الحوارات والتحقيقات والدراسات وعضو اتحاد الصحفيين ولنتعرف عليه أكثر كان لنا هذا الحوار:-

س: عرفني عن نفسك وعن بداياتك؟

ج: علي جابر نجاح. (علي البنفسج)، شاعر وإعلامي ومترجم من مواليد 1964 في بغداد، بكالوريوس لغة إنكليزية، ولدي مجموعتين  شعريتين؛ ( همس البنفسج  ) صدرت عام 2019 ، و( روز البنفسج ) كان من المأمل الإعلان عن إصدارها خلال شهر شباط 2020  ولكن لظروف عائلية خاصة تم تأجيل الاحتفال بإصدارها، ولي كتابان قيد الطبع؛ إحداهما  ما كتب عني وعن نصوصي الشعرية من قبل النقاد واللغويين والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي تحت عنوان (آراء وكلمات في البنفسج)، والآخر (أوراق من ذاكرة البنفسج) سيكون  بجزأين  جمعت فيه ما كتبت  من مقالات وحوارات صحفية نشرت في مجلة الآداب والفنون على مدار ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ديوانيين مشتركيين مع عدة شعراء عرب، ولدي بحثان باللغة الإنكليزية؛ الأول حول الترجمة والآخر حول رواية الشيخ والبحر للروائي ارسنت همنغواي، ولدي دراسة مقارنة باللغتين العربية والإنكليزية بين الشعر العربي والأوربي.

*عضو اتحاد الصحفيين العراقيين .

*مدير مجلة الآداب والفنون الورقية العراقية.

*مدير أكاديمية گلمن التعليمية الشاملة .

*عضو اتحاد الترجمة  الدولي.

*عضو جمعية المترجمين العراقيين.

*عضو المتحف المتجول الحضاري العراقي .

ولدي العديد من الحوارات مع أدباء وفنانين عرب وعراقيين والعديد من  المقالات والتحقيقات نشرت  بالصحف  العراقية والعربية.. وأكيد لكل بداية حكاية وبدايتي مع الشعر  كانت لها أسباب منها الفطرة والبيئة كوني انحدر من عائلة ريفية من جنوب العراق ومامعروف عن بيئة الجنوب بأنهم شعراء بالفطرة ، وبالتالي تم تنمية هذه الفطرة بالقراءة والإطلاع منذ عمر الصبا حتى تبلورت الموهبة وأصبحت  صفة طالما أحببتها .

***

ماهي المؤثرات والأسرار التي كانت سبب في كتاباتك؟

ج: الكثير من الأسباب عادة ما تكون خلف أي منجز أو عمل أو إبداع، وأنا شخصيا تاثرت كثيرا بشعراء وشخصيات أدبية كبيرة أمثال المتنبي وديستوفسكي ونزار قباني وغيرهم الكثير كانو هم سبب لفتح هذا الأفق الرحب على مصراعيه أمامي والدخول به وخوض غماره.

***

س: هل القصائد التي يكتبها الشاعر والكاتب تخترق وجدانه وتلامس روحه؟

ج: الشاعر الذي لايكتب بحسه الداخلي ليس بشاعر بل هو مرتزق، ومثال ذلك من يكتبون الأغاني أو يفصلونها على مقاس طلب لمطرب ما، إنما هم مرتزقة الشعر ولايصح صفة الشاعر إلا لمن لامست كلماته همسات روحه.

***

كيف يستطيع الشاعر والكاتب أن يمد جسور الصداقة بينه وبين المتلقي؟

ج: من المفترض على الشاعر والكاتب بصورة عامة أن يبحث عن موضوع المادة التي يكتبها  ووحدة التكامل ألتي تتيح له المقبولية والارتباط بين حرفه والمتلقي، وهذا يأتي من خلال مواكبته للأحداث والمتغيرات التي يعيشها مع الجمهور وبالتالي ينقلها بصيغة تتلائم ومفهومية وفكر المتلقي ليلفت  بذلك انتباه القاريء لمحتوى ماكتبه.

***

س: يقال إن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم والبعض الأخر تكتبهم قصائدهم فمن أي الشعراء حضرتك؟

ج: أنا مع من يمسك بالقلم ويكتب…

***

أليس الشاعر هو من يمسك القلم  ويكتب القصيدة ؟

ج: القصيدة هي وليدة فكرة وإحساسه وتقلباته وهو من يضع لها الأساس في مخيلته ومن ثم يطرحها بعد مخاض عسير لتكون قصيدة، وأنا شخصيا ضد هذه المصطلحات التي باتت عقيمة  ومستهلكة لكثرة طرحها من قبل  الكثير من الشعراء.

***

س: لكل شاعر وكاتب طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته فما هي الطقوس التي تمارسها حضرتك؟

ج: في أكثر الأحيان أختلق لنفسي التفرد أو(السجن الانفرادي المؤقت) في البيت أنا هكذا أراه لكي أصنع جوا خاصا بي يتيح لي الغوص في أعماقي لالتقط شاردة من هنا أو واردة من هناك وأجمع فيها شتات مخيلتي لأكتب ما يدور في جمجمتي التي تقض مضاجعي أحيانا فتركلني عند منتصف الليل  كي أستفيق  لأكتب ومضة أو  سطر واحدا. وعموما عندما تحين لحظة الفكرة لايفكر الكاتب بطقوس سوى الإمساك بها   ليكتبها حتى لو كان في باص نقل عام أو سائرا في الشارع ، لابد له  أن يخضع  للفكرة ويدونها لانها إذا ما طارت فلن تعود ثانية.

***

س: ما الدور الذي يمكن أن تقوم به الشعر في التعارف ببن الثقافات؟

ج: من الأسس المهمة للتلاقح الفكري والثقافي بين البلدان والكتاب هو إقامة المهرجانات والمؤتمرات ألتي تعد الركيزة الأولى للتبادل والتجاذب والتعارف الفكري والفني والثقافي بين الشعوب والشخصيات والنخب المثقفة في تلك البلدان لما تتمخضه هذه اللقاءات من التداول لمجريات الأحداث والمشاهد اليومية ألتي يعاني ويشكو منها المجتمع والفرد وطرحها أمام الرأي العام.

***

س: كيف تري عمق القصيدة ؟

ج: القصيدة هي انبلاج الضوء وانقشاع العتمة التي تحتضر داخل هاجس الشاعر وحين يطلق زفير أناته هو شأنه شأن الفلاح ألذي يزرع وينتظر موسم الحصاد ، كذلك الشاعر حين يكتب ينتظر المتذوق والقارئ الذي تحدو له القصيدة لتجد لها مستقرا لمن يفك طلاسمها ويقرأ شفرها

لذا توجب على الشاعر أن يختار ويحسن صياغة حروفه لينال مقبولية المتلقي.

***

س: إلى أي حد ينحاز الكاتب للواقع ؟

ج: الكاتب والواقع هما توأمان لايفترقان عن بعض، فالكاتب الذي لاينقل الواقع ولا يتحمل وزر وهموم شعبه الأحرى به أن يبحث لنفسه عن صفة ومهنة أخرى. كون الكاتب هو مؤتمن من قبل الجمهور لينقل ويظهر حقائق الأمور وكذلك يساعد بايجاد الحلول التي يتوجب عليه أن يكون طرفا أساس للتعايش مع واقع المجتمع.

***

س: هل العمل الإعلامي يبعدك عن إيجاد فرصة لتخلق لنفسك جوا شعريا أو كتابة نص؟

ج: أبدا .. الإعلام رسالة أخرى أحملها بالإضافة لرسالة الشعر. فإن الإعلام له أبواب واسعة تتيح لي التواصل عن قرب وبتماس مباشر مع المجتمع… ولايتعارض إطلاقا معي كوني شاعر.

***

س: ما أهم وأبرز أعمالك الإعلامية؟

ج: أنا الآن كوني مدير مجلة الآداب والفنون وهي المجلة الأكثر شهرة ونجاحا ورواجا بالوطن العربي فهي تصل إلى 25 دولة عربية  وكذلك دولة أوربية من خلال مدراء مكاتبنا المتواجدين هناك. وهذه المجلة أتاحت لي الفرصة للتعرف والتواصل مع الإعلام العربي والعالمي بالإضافة كوني مسؤول صفحة ثقافية فنية بالمجلة وهذا يجعل مني أن أفسح المجال لكثير من محبي العمل الإعلامي بتنمية وتطوير مواهبهم عبر النشر لمقالاتهم وتشجيعهم وكذلك تشجيع أدب الطفل بنشر مواهبهم ونشاطهم.

***

س: ماذا يشغلك الآن؟

ج: أكثر مايشغلني الآن وكل وقت هو وطني الجريح ألذي مالبث يندمل له جرح حتى ينز له ألف جرح. كما أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعلى سائر بلداننا العربية بالأمن والأمان والرفاهية لشعوبنا.

***

أي إضافات غابت عني؟

ج: كنت أود لو طرحتِ سؤالا حول النقد كونه  يعد ملح النجاح الذي يجنيه العمل أدبيا كان أم فنيا، وللأسف أقولها إن بعض النقاد قد أخلّوا برسالتهم وتنصلوا عن مسؤولياتهم الأدبية والإنسانية وصاروا يتاجرون بالمديح لذاك أو الذم لهذا وحسب العلاقات والمحسوبية التي تربطهم وهذا شيء خطير جدا كون الناقد هو رسول بين العمل والمتتبع أو المتلقي وإذا ما أفسد الناقد هذا العمل فقد صادر جهد وعقل وإحساس ذاك الكاتب أوالفنان. لذلك دائما أنا أتجادل مع النقاد بالابتعاد عن المحسوبية واعتماد المادة وتناولها بشكل جاد وموضوعي لكي لايصادروا جهد الكاتب أو الفنان.

***

بصمة أخيرة تضعها لنا مسك الختام؟

ج: في ختام حوارنا هذا أتقدم بالشكر والتقدير لك زميلتي القديرة الأستاذة ريم وأمنياتي لك بالمزيد من الإبداع والتألق بحياتك وأشكرك لإتاحة هذه الفرصة لنا بالحديث عن منجزنا الأدبي والإعلامي ودمتم بألف خير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى