أستاذة الجامعة .. والرقص الشرقي!

صبري الموجي/ رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

  في تصريحٍ مُستفز، يتعارضُ مع وقار المهنة التي انتسبتْ إليها، سواء برضاها أو مُرغمة، أعلنت إحدى أساتذة الجامعة أنها لا تخجل من جسدها، ومن ثم لا ترى غضاضة في لبس المايوه، ومُزاولة الرقص؛ بحجة أنها إنسانةٌ، ومن حقها أن تعيش حياتها دون أن يتدخل أحدٌ في شئونها الخاصة.

ولا شك أن ما صرحت به د. مني البرنس في لقاءات عبر الفضائيات، ينمُ عن خواء فكرى، ونسيان للدور الذى هيأه لها المُجتمع بتعيينها أستاذة بالجامعة، تُشكل فكر ووجدان الطلاب، إذ امتلأ حديثُها بعبارات فيها تطاولٌ على ثوابت وقيم ما فتئ السلفُ يغرسُها في الخلف؛ ترسيخا لقيمة العفاف، التي جاءت تصريحاتُ البرنس الأخيرة بإصرارها على الرقص لتطعنها في مقتل.

وليس من نافلة القول أن نؤكد أن العفاف من القيم التي حضت عليها كلُ الأديان خاصة الإسلام، واتفق عليها العقلاء، إذ به يتميزُ بنو آدم عن سائر السوائم، التي تكون فيها الأُنثى حقا مُباحا للقوّى من الذكور دون غَيرةٍ على عرض، وثأرٍ لشرف !

 واستنادُ البرنس إلى (دعوى) الحرية في ممارسة شئون حياتها الخاصة، لا يُعطيها الحق في القيام بوصلة (رقص) شرقي على موقع التواصل الاجتماعي المرة تلو الأخرى، أو (ارتداء) المايوه على أحد الشواطئ، وذلك لأنها بحُكم مهنتها، التي عبر لسانُ حالها أن ( الرقص الشرقي ) أفضل منها، صارت شخصية عامة ذات حرية مُقيدة وليست مُطلقة، فما يجوز لعامة الناس، يحرُم على خاصتهم؛ بسبب الشهرة التي تجعلهم محطا للأنظار، ومجالا للنقد، حتى وإن فعلوا مُباحا، فما بالك لو أتوا مُحرما، اللهم إلا إذا اعتبرنا أن رقص أستاذة جامعية ليس حراما أو عيبا !

إن عبارة (الحرية الشخصية) التي صارت (علكة) تمضغها الأسنان، وتُرددها الألسنة ، أضحت سكينا باردا يطعن في قيم وسلوكيات المجتمع بلا رحمة ولا هوادة، حيث جعلت الباطلَ حقا، والحرامَ حلالا، والالتزام بالأخلاق الحميدة شذوذا.

إن ما صرحت به د. البرنس في أكثر من لقاء يجعلُني أهمسُ في أذنيها أنه أُثر عن السلف: إذا أردتَ أن تعرفَ عند الله مقامك فانظر على ماذا أقامك؟

فإذا كان الله قد اختارك لتشكيل فكر وعقل الشباب، فإنه بهذا قد اصطفاك للقيام بمهمة الأنبياء والرسل، فلا ترتضى بغير ذلك بديلا،  ولابد أن تكوني قدوة، لطلابك علما وخُلقا، قولا وعملا، أما لو أصررت على الظهور على الشواطئ بملابس البحر، ومزاولة (الرقص الشرقي)، ظنا أنك بهذا ستفيدين نفسك ومجتمعك أكثر من عملك بالتدريس، فساعتها يكونُ لزاما عليك أن تُطلقي العمل بالجامعة طلاقا بائنا لا رجعة فيه، إذ إنه والرقص ضدان لا يجتمعان، وثقى أنك ستكونين الخاسر الأكبر والمُستفيد  هم طلابك !

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى