ابن وحشية سبق شامبليون بـ 1000 سنة في فك رموز حجر رشيد الهيروغليفية
طه حسين الجوهري – مصر
“شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام “مخطوط قام صاحبه بتأليفه في القرن الثالث الهجري، وكان يعتبر من أكبر علماء عصره في علم الكيمياء وهو عالم لغوي نبطي مسلم عاش في العراق ، له مؤلفات كثيرة في علم السحر “والفلاحة النبطية “، وله كتاب يحمل نفس العنوان، يعتبر من أشهر المؤلفات الزراعية القديمة، ورد اسم هذا العالم في كتاب “دلالة الحائرين” للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
إنه العلامة العربي المسلم “أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا بن بدنيا ابن بوراطياً الكزداني”، المعروف أيضا بـ “ابن وحشية النبطي“ برع في علم اللسانيات وله مؤلف اخر بعنوان كتاب “شمس الشموس وقمر الاقمار في كشف رموز الهرامسة.”
عندما تصفحت الكتاب الذي قام بترجمته للإنجليزية وقام تحقيقه المستشرق النمساوي جوزف همر وقام بنشره في لندن عام 1806باسم “الأبجدية القديمة والشخصيات الهيروغليفية“؛ مع سرد للكهنة المصريين، وفصولهم، وبدئهم، وتضحياتهم في اللغة العربية أي 16 عاما قبل اكتشاف شامبليون الذي ذاع في العالم اجمع.
وذهب البعض إلى القول إن شامبليون كان قد اطلع على هذه المخطوطة إلا أنه لا توجد دلائل تؤكد أو تدحض هذا الادعاء، ولكن عرف عن شامبليون اهتمامه وسعيه الحثيث وراء مثل هذه الكتب والمخطوطات أضف لذلك أنه توجد هناك نسخة من المخطوط في المكتب الفرنسية وأيضا نسخة أخرى في المكتبة النمساوية.
والمذهل حقا أن كتاب ابن وحشية يتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية ومن ضمنها اللغة الكردية والهيروغليفية، وقد اكتشف ابن وحشية أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية وقام بتحليل العديد من رموزها من خلال ربطها باللغة القبطية المعاصرة التي يستخدمها قبطي الكهنة وقته.
ابن وحشية سبق شامبليون بحوالي 1000 سنة تقريبا وهذا المخطوط دليل قطعي أنه صاحب الريادة في مجال فك الرموز كما يثبت أيضا أن الكتب والمخطوطات والكتب التي نقلها اليهود والصليبيون أثناء الحملات الصليبية لأروبا كانت سببا كبيرا في تفوق الغرب اليوم خاصة بعد سقوط بغداد في يد التتار وتدميرهم لمكتبة بغداد العريقة والتي استطاع اليهود نقل عدد ليس بالقليل من نفائس كتبها لأوروبا.