رسالة إلى كلب
أ.د. معتز علي القطب | القدس – فلسطين
أَحَسبِتَ أنَّك سَوف تَسرقُ مَسِّجِدِي
وَتُزيلُ لؤلؤةً من الأجدَادِ
|||
وتُقيمُ فِي نَفسِ المَكان مَغارةً
لِتَصيرَ أبشَعَ حُفرَةٍ بِبِلادِ
|||
أظننتَ أبرهةَ اللعين وجَيشَهُ
قد يهدمُ الأقصى على الأحفادِ
|||
فَحِجَارةُ السجيلِ بَاتت عِندنا
تَرمِيكَ بالجلمودِ بالأعدادِ
|||
للمسجدِ الأقصى طريقٌ واحدٌ
قد صَانَهُ الشهداءُ بالأجسادِ
|||
سَتَرُدكَ القُدسُ الشريفُ وَأَهلُها
وتعيدُ عَقلاً فاسداً لِرَشادِ
|||
واللدًّ والأكنافُ تَفدِي أَرضَنا
بالوردِ والأزهارِ والأكبادِ
|||
وتسوقُ عَكا المجرمين لِنحرهم
وتعيدُ رَسمَ القًدسِ بالأبعادِ
|||
الداخلُ المحتلُ أصبحَ عاضباً
فالمسجدُ الأقصى بِكل فُؤادِ
|||
حيفا ويافا والبقاعُ جَميعها
تفديكَ يا مَسرَى على الأشهادِ
||||
وتقولُ للكلبِ الحقيرِ وأهله
اِعْوِ بعيدا عن ثَرى وَعِبَادِ
|||
وتصيحُ غزةُ رَغمَ كلّ جِراحها
أَهْدِ المُصَلى من دَمِي وَعَتادِ
|||
سيأدبُ الأبطالُ فوراً من بَغوا
ونجيبُ أهلَ القُدسِ حين تُنادي
|||
ذُقْ من يَدِ العظَماءِ بعض مَرارةٍ
كَم كُنت تُطعمها لنا فِي الزادِ
|||
قَد باتَ عهدُ الظلمِ خلفَ ظُهورنا
لا خوفَ بعد اليومِ من إفسادِ
|||
والمجرمونَ ومن يَسيرُ بِركبهم
حَتماً سَتُحشَرُ مَعْ ثَمودَ وعادِ
|||
سَطَّرت يا قَسامُ سطراً ناصعاً
في صفحةٍ مُلئت بِكلِّ سَوادِ
|||
أَعَدَّتَ ما شاءَ الإلهُ ذخيرةً
وَفضحتَ أهلَ الشَّرِ والأوغادِ
|||
شُهَدائُنا في جَوفِ طَيرٍ أخضرٍ
تَغدو الى الفِردوسِ كالأسيادِ
|||
والظالمونَ ومن تَولَى نَهجَهُم
دُفِنوا بجوفِ النَّار في الألحادِ
|||
لا خوف بعد اليومِ من مُتَخاذلٍ
أو خائنٍ وَمُطبعٍ أو عَادِي
|||
سَنُطهرُ المَسرى وكلَّ بقاعنا
وَنُعِدُّ أرضَ القُدسِ للأعيادِ
|||
وَنُوحدُ الأرضَ التي قد قُطِّعت
من لحم أطهرِ دَولةٍ بِمَزادِ
|||
ما زال في دَمِنا خُلاصةُ أمةٍ
قد ورثتِ بالجينِ للأولادِ
|||
يا ربَّ وعدكَ في الكِتابِ مفصلٌ
أن ندخلَ الأقصى على المِيعادِ.