ديك مستجاب الأسطوري وشهادة للتاريخ
حاتم عبد الهادي السيد| كاتب وناقد مصري
في مسألة قصة زهر الفول والتي قيل إن الكاتب فؤاد قنديل سرقها من الكاتب محمد مستجاب أذكر هذه الواقعة للتاريخ وعليها شهود وهم: الدكتور عبد الرحيم الكردى؛ والدكتور يوسف نوفل والدكتور محمد أبو الفضل بدران والكثير من أدباء مصر ممن حضروا مهرجان شعر العامية الأول بجامعة جنوب الوادي عام 2000 أي منذ حوالي عشرين عامًا، وبحضور الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي دعاني لعشاء لدى الكاتب مصطفى بكرى في منزله بقنا وبحضور الأستاذ حسين مهران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ وفى بيت مصطفى ومحمود بكرى وبحضور الفنان سمير الإسكندرانى الذي كان يحيى حفلة في قنا؛ أو الأقصر آنذاك، وبدعوة من الخال الأبنودى ومصطفى بكرى حيث كنت أعمل مراسلًا – آنذاك – لصحيفة الأسبوع عن سيناء؛ وغير هؤلاء كثيرين .
رحم الله الكاتب محمد مستجاب ففي قصته زهر الفول وصف الديك أنه ديك أسطوري، وكانت هناك خناقة كبيرة بين محمد مستجاب وفؤاد قنديل، وكنا في جامعة جنوب الوادي وكان الروائيان يتهمان بعضهما بالسرقة فقمت وطلبت الكلمة من الأبنودى والذي كان يدير اللقاء وقلت: أما محمد مستجاب فيقول إن قصة الديك قد سرقها فؤاد قنديل منه؛ والروائي فؤاد قنديل يقول بعكس ذلك وأقول لهما: إن محمد مستجاب كان دائم التردد على سيناء لزيارة صديقه المخرج المسرحي أحمد الخليلي والذي كان يعمل معه في السد العالي قبل أن ينتقلا للقاهرة ويشتهرا، ولقد استمع مستجاب قصة الديك المشهورة في البادية والتراث السيناوي والتي جسدها الشاعر البدوي بلهجته البدوية السيناوية حين قال :
جيت مورك على الديك السمين
من شرق نجع الجلادين
ويومن بورك على الديك
تقولشى بورك على هجين
عليقه أريع أرطال مكيل من عند الدكاكين
يا بنت هاتى موس الزيانة
خليني ادبح الديك السمين
عيا بدو وحضر في جر المصارين
طارت في القدر كلوة
نزلوا إلها أربع عوامين
مية وتمانين بديوى في القدر غرقانين.
فهذا ديك أسطوري من التراث السيناوي وقلت: أما القصيدة فمهداة إلى ديكهما؛ وليس إلى ديكيهما، فضجت القاعة بالضحك، وقال الأبنودى: ارتاحوا بقى أهه طلع ديك سيناوى لا صعيدي ولا من الدلتا، انفضت المشكلة .
ثم قلت: مَنْ سرق إذن مِنْ مَنْ؟! فقام محمد مستجاب وكان – سليط اللسان – يخشاه الأدباء لفصاحته وسرعة بديهته؛ وهو حبيبي كذلك: ماشى يا لمض ثم قام وقال: أنا رايح أزور أمي، وخرج.
وفى الصباح لم نجد فؤاد قنديل فلما سألت عنه أنا والشاعر عبد الرحمن الأبنودى – وكان يسمينى السيناوى – قالوا لقد ترك الفندق؛ ليذهب إلى بورسعيد لحضور شم النسيم مع العائلة.
وهكذا انتهت القصة للأبد وهذه شهادتي للتاريخ وكان من شهود الواقعة الدكتور محمد أبو الفضل بدران وكان عميدًا لكلية الآداب جامعة جنوب الوادي في ذلك الوقت.