علي مسلماني.. من رموز وأهرامات القدس الصامدة على العهد والوعد

محمد زحايكة | القدس العربية المحتلة – فلسطين

ما أن تحرر من الأسر بعد حوالي ثلاثة عقود من الزمن حتى راح الاسير المحرر علي المسلماني ابو عزام يذرع ارجاء الوطن مشاركا ومساهما في خدمة شعبه وناسه غير مكتف بوسام الشرف الرفيع على صدره من جراء صموده وصحبه في غياهب الزنازين والسجون ، فيما اختار غيره حياة ” الدعة والظل” ربما .
وما ان دعوناه وبعض رفاقه من الأسر الى أمسية ثقافية وتعريفية بنضالات وتضحيات الأسرى في صالون القدس الثقافي في المكتبة العلمية بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي حتى سارع خببا للمشاركة والإضاءة حول واقع الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم وكونهم رقما صعبا رغم الظروف المستحيلة التي يمرون فيها داخل اقبية الظلام .
وبسهولة يلمح من يقترب من عالم الأسير المناضل الفذ علي المسلماني صفات إنسانية ووطنية نادرة ، أبرزها الثقة بالشعب الفلسطيني وقدرته على اجتراح المعجزات وقلب الطاولة على رؤوس المتآمرين في الوقت المناسب وعندما يظنون ان الشعب الفلسطيني قد استكان للذبح ووضع رأسه على المقصلة…؟؟ ولكنهم يفاجأون به وقد بعثر لهم هذا المارد جميع مخططاتهم التآمرية كما حصل في الانتفاضة العملاقة الأولى على سبيل المثال..
ورغم سوء المرحلة ، واصل الأسير المسلماني بث رسائل الأمل والتحدي معبرا عن روح شعبه العظيم حيث يذكر له الصاحب كلمة مشحونة بالعواطف في مطعم الباشا بالشيخ جراح خلال فعالية تبحث عن آليات لتجديد مسيرة الشعب وتصحيح بعض الأخطاء التي علقت بها حيث كان صوته هادرا في التركيز على التمسك بالأهداف العليا لهذا الشعب الجبار الذي تكالبت عليه كل قوى الشر لكسر أرادته وتحويله الى حطام تذروه الرياح.. داعيا من صميم وحشيشة القلب للوحدة على أسس نضالية واضحة لحماية المشروع الوطني للشعب الفلسطيني الذي يستحق الحياة لانه على هذه الأرض ما يستحق الحياة..
وذات يوم ليس ببعيد ، دوى صوت ابو عزام في جنبات المكبر في ديوان الوجيه ورجل الإصلاح المعروف ابو محمد عويسات ، معبرا بابلغ الكلمات واصدقها عن نبض شعبه العظيم واصفا جبل المكبر وابنائه وبناته بالمغاوير الذين يحمون الخاصرة الجنوبية للقدس وداعيا الى تجسيد الوحدة الوطنية بين جناحي الوطن على الفور وبدون تلكؤ .
وفي كل المحافل والفعاليات التي تنتظم في القدس يكون لهذا الانسان الفذ رغم ظروفه الصحية غير المواتية تماما نتيجة سنوات السجن الطويلة ومعاناتها ، تكون له مداخلات وَتفاعلات يحرص فيها على وحدة الصف ومواجهة العدو والاعيبه واحابيله على قلب رجل واحد . ورغم ملاحظاته على مسار بعض الفاسدين الرسميين الا انه لا يضيع البوصلة ويؤكد على أن البوصلة يجب أن تظل موجهة نحو القدس مع أصراره على محاسبة الفاسدين المقصرين ولكن ضمن الاطر الشرعية والثورية وليس انسياقا وراء الغوغاء والاشاعات والأخبار الكاذبة والمبالغ فيها .
وكان للصاحب وصحبه ذات مرة ، فرصة تقديم نتاج ثقافي لابنته المبدعة مليحة المسلماني بعنوان سكة الطير على ما يذكر الصاحب مما يشير الى انه ما تزرع تحصد ، فهو غرس في أولاده وبناته حب الثقافة والإبداع والتميز في مجالات حياتهم وتطوير مواهبهم على الدوام .
هذه “نتاتيف” من سيرة حافلة مستمرة تحتاج إلى ابحاث مستفيضة ، لانسان مناضل كالطود الشامخ ، تعرف الصاحب فقط على جزء بسيط منها ، من خلال احتكاكه مع هذا الهرم المقدسي الذي لا تهزه العواصف . وعندما يرى الصاحب ابو عزام في أحاديث مع رفاق السجن مثل علي جدة وناصر ابو خضير ابو عنان يدرك معنى هذه العلاقة الروحية الوطيدة بين المناضلين ورفاق الأسر على اختلاف مشاربهم السياسية .
على المسلماني رمز من رموز شموخ قضية الشعب الفلسطيني.. هؤلاء العمالقة الذين يشكلون جدارا حاميا وحارسا لهوية شعب فلسطين وجسرا له نحو العبور الى ضفاف الحرية والاستقلال الوطني الناجز .
محبتنا واجلالنا لهذه القامة الوطنية التي خدمت شعبها في المعتقلات وخارج السجون ، بتسلم رئاسة بلدية الرام لعدة سنوات حافلة بالإنجاز ، وما زالت على العهد والوعد حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله الوطني الناجز .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى