مع الله سَيهون!
بقلم: سجى مشعل – القدس
مُمتنّة وفخورة بنفسي لأنّي فتاة قويّة، أجل قويّة جدًّا؛ لقد تحمّلت لحظات ما كان بالمقدور تحمُّلها أو حِملانها، لقد تغلّبت على هشاشتي بابتسامة، واستطعت أن أقف علي قدميّ مرّة أخرى، قدّرني الله وبفضله وحده كنت أقف على قدميّ يوم يوم، لم يكنِ الأمر سهلًا في أيّ لحظة لكنّ الظّهر القويّ يستطيع أن يحمل أيّ تعب، إنّي أشعر بالامتنان وبلاغة الوصف في الرّضى عن مشاعري الّتي آلت إليها الرّوح بعد كلّ تجربة صعبة وكلّ محنة قد مرّت، استطعت أن أمُرّ على الجروح الّتي لمّا تُرَتّق وأتعايش معها، واستطعت أن أُخمد نيراني وبراكين غضبي وحدي، وقد قدّرني الله على أن أقول الحقّ وليس غير الحقّ حينما كانت الأمور تتأزّم والأوضاع تتردّى، إنّ القدرة على التّعافي أو الاستشفاء بعد أيّ تجربة شعوريّة سيّئة ليس بالأمر الهيّن، لكنّه مع الله كان يهون.
كنت أستغني وإن بدوت غير ذلك، أرخي يديّ وإن كنت بحاجة للدّفء، أَديِر ظهري وإنْ كان وجهي مألوفًا؛ حفظًا للكرامة ودرْءًا للأسى، وأغمض عينيّ عمّا لا أريد معرفته، وأغلق أذنيّ إنِ استدعى الأمر ذلك، فكلّ ما يصبّ في قالب الكرامة هو مَكسب. وكلّ ما نحن عليه من أذى وركام ورماد سيبرأ ما دام بعيدًا عن أعين البشر، وبفضل الله ومعه كان البرء حاصلًا، ومعه ما زال يهون.