اشتكاءات منايا
مشهور سعود | سوريا
في شطآنها..ظميئةً شمسٌ..
موشّاةٌ بوجه انطفاء…
خلفَ خيبتها..راعفاً جمرُ..
ونهارٌ يسّاقطُ…
بشكٍّ تنقعُ وجهَ خفاء…
وجنّيّةُ النبعِ..بها يغصّ لون….
لعينيها لغةُ الجذور…
ورؤى غمامٍ …
تنضّ غياباً..واشتكاءاتِ منايا….
* * *
على جناح فراشةٍ….
بحرٌ ينام…
ونشورٌ بلا وصيٍّ..
ونارٌ تزرعُ رأسها المذبوحَ…
ملفوفاً بسُمرة صوتٍ…
يقطفُ ذاكرة الرمادِ…
يغتوي جراحاً…
وجُلجُلةُ الصّمتِ…
بقيامةٍ تُدثِّر الأغصانَ
وتمائمَ اشتهاءاتٍ…
وأبجديّةً مطفأةً…
في هجسِ دروب….
* * *
وأنا بتصبّي وجعي..
معلّقٌ غربةُ ضوءٍ..وسؤالُ طيوفٍ…
إليهِ أجنحتي..
قطراتُ حلمٍ ..وتلفّتُ الوقتِ..
في دمعهِ طاعنٌ مطري…
بهِ أهزّ جذعَ الفجرِ…
ووعدُ أزمنتي..حريقُ ظلالٍ…
في جمرها مُدُنٌ ..
تسّلّق أحلام محار…
* * *
قادماً وأدٌ..بحجمِ خفقي…
وأقدامُ ريحٍ ظمأى..
بنبوءةِ عينيكِ..تقندلُ المواويلَ…
تُرخي أرحامَ بحارٍ…
بلا غروبٍ فجرُها يسيل…
عارياً يزجِّجُ حلماً…
ورحيلاً..مجدولاً بلهفِ طلول…
يعندلُ جرحاً …
بصبْوهِ مملّحاً قمرٌ…
بهِ خضراً عشاءات…
* * *
بيلوبي…لكِ ميعادي…
في عينيك فجرٌ..يدمنُ الغرق…
يستنبتُ صوتيَ المسحولَ…
وقبورَ أقماري…
وأنهاري القتيلة…
وألحانيَ منقوعةٌ..بمشيمة ارتياب…
قادمٌ أشربُ لهجة الصقيع…
ورمشُكِ المرهونُ..يرفلُ باللهبِ…
يصلبُ النهرَ…وحلّاجٌ يقوم….
هكذا يغنّي..أُديسيوس…
***
أوديسيوس بطل حرب طروادة ..غاب
عشر سنوات يقاسي لكنّه متفائل…وظنّوه مات…
وبيلوبي زوجته الجميلة..وكثُر خاطبوها
كانت مؤمنة بعودة زوجها أديسيوس..
لذلك تحيك ثوباً وتعد الخطابين بالزواج
عند انتهاء الثوب…فتنسج الثوب نهاراً
وفي الليل تحلّ الخيوط ليطول انتظار الخطّابين
حتّى عاد زوجها أديسيوس ….
هكذا تقول الأسطورة…
