شكوى بحر العلوم .. الشافعي
د. محمود رمضان
ما شكواك يا بحر العلوم؟
تقدم يا شافعي ..
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
وما أنا بذاك العاصي
يا منصة العدل
والسيف والقلم الراقي
هذه القبة الخضراء
والعشاري يعلو المحيط
وبين الأمواج قناتي
تجاورتُ والخلائق
من كل حدب واتجاهِ
سَبحتُ
في بحار الأنوار والضياءِ
كم سمعت..
كم سمعت..
من المريدين هول التباكي ..
كم شغلت بالصلاة
والخشوع والابتهالِ
لم أسمع تلك الأصوات
والصدى المتعالي
منذ عهد الكامل بن أيوب
ومن طلب جواري
تلك خلوتي
وها أنذا يهجرني أحبائي
لم تعد الدار مستقري
والحال ذهب وأخشى بقائي
لم العبث
لم العبث
بمن لا يملك شيء ولا مالِ
تزيح الرفات
بعد نزع الجاه والتباهي ..!
ليس بعدلِ
فالضرب في الأجسادِ
درب من غير رشادِ
كُنتُ والجيران في الروضِ
نستنشق الطيب كل مساءِ
كم من حديث حفظ بشاهدِ
والآيات ترتيلها
بالروايات والأذكارِ
ما عدتُ أملك إلا التضرع
لن تهتز ثقتي ولا قناعاتي
ما دامت أرحام مصر عامرة
فمع كل رحيل ألف ألف ميلادي
أعلن..
لا تعلق قناديل الزيت على الأبواب
والقباب والقاعات لا تلمس ردائي
لا تشعلها
فنور الإيمان يبدد الظلام
ويمحو صبوة كل جاهل
والعبث الجاثم
على الصدور وتلك العتمة
ما بين ميدان العقول والمقامِ