الأسرى في خطر: هل شعبنا مقبل على هبّة الستّة بعد هبّة الكرامة؟
أمير مخول | فلسطين
Musa Celik الفنان التركي المبدع
إرسال تعزيزات من جنود النخبة في لواء غفعاتي العسكري الى السجون، هو مؤشر على النوايا بتصعيد دموي وحتى لسفك دماء الاسرى المقيّدين. فوحدات الجيش مدرّبة أساسا على اطلاق النار والاحتلال والاقتحام والعمليات الخاصة.
الاسرى في خطر، وما يتعرضون له هو عدوان دموي انتقامي وعقاب جماعي ومسعى المؤسسة الامنية الاسرائيلية للرد على خيباتها، وفي مسعى للقضاء على حقوقهم وانجازاتهم التي تراكمت بالنضالات طويلة المدى وبتضحيات كبيرة.
فيما يلي بنية منظومة القمع (بناء على موقع مصلحة السجون):
- وحدة متسادا: هي وحدة النخبة العملياتية العسكرية والتي لها وضعية نخبة الاركان العامة في الجيش، ومهمتها الاقتحام في الحالات المعقدة المتطرفة. يعرف الاسرى هذه الوحدة المشهورة ببطشها في مختلف السجون اذ يقوم افرادها الملثمين باقتحام زنازين الاسرى وهم مسلحين بالبنادق وبصحبتهم الكلاب الشرسة المدرّبة للاستخدام العسكري. وقد تعرض الكثير من الاسرى للرصاص المطاطي (المعدني) من بُعد صفر وتركت في اجسادهم ندبات وكسور.
- وحدة مصلحة السجون: تقوم وحدة مصلحة السجون المناطقية (واختصارها: يَماز) أثناء الاقتحام بتكبيل أيادي الاسرى في الزنزانة واحدا بعد الاخر، من وراء الظَهر وذلك بقيود بلاستيكية محكمة للغاية لدرجة تبلغ احيانا منع سريان الدم في اليدين والتسبب بانتفاخات وجروح ناهيك عن الالام بلوغا لدرجة فقدان الحس باليدين. ويتم تكبيل الرجلين بالقيود الفولاذية. بعد ذلك يتم اخراج الاسرى من الزنازين وفي حال القمع يتم تركيزهم على ارضية الساحة بعد إجبارهم هلى الجلوس وكثيرا ما يتعرضون للضرب والاهانات الجسدية والنفسية وحتى للمكوث ساعات بهذه الوضعية. ومن هناك تقرر مصلحة السجون نقلهم بذات القيود سواء الى مواقع اخرى في السجن او الى سجون اخرى وعندها تستبدل القيود البلاستيكية بالفولاذية للحيلولة دون تخلّص الاسرى منها في حافلة “البوسطة” الرهيبة.
- وحدة درور: مسؤولة عن الاقتحامات وبالذات لغرض التفتيشات الامنية، في اغراض الاسرى وكذلك في جدران الزنازين وحتى هدمها، وفي المرافق العامة للاسرى. وعند المواجهات تكون وحدة قتالية قمعية.
- وحدة نحشون: هي وحدة العمليات المركزية الأقدم منذ السبعينات، وهي المسؤولة عن نقل الاسرى والبوسطة بين السجون، وعند الحاجة تشكل وحدة شبه عسكرية قمعية داخل السجون.
- في حالات القمع تتحول كل طواقم السجانين والمموظفين وحتى طبيب العيادة الى وحدة قمع مسلحة بالهراوات وقنابل الغاز. ليقتحم كل زنزانة فيها 6-8 اسرى ما لا يقل عن خمسة عشر من قوات القمع بكامل عتادهم.
لا اعتقد أن سياسة القمع وإجراءاتها ستنال من إرادة الاسرى ومن معنوياتهم ومعنويات عائلاتهم القلقة عليهم، لكن الوقفة الشعبية فيها تقاسم للهمّ وتعزيز للصمود في وجه آلة القمع الخطيرة، فيها حماية للاسرى، كما فيها حالة ردع شعبي لحكومة اسرائيل وكل مؤسسات الدولة عن أي مسّ بحياة الاسرى، وفيها تحميل لهم بكامل المسؤولية تجاه أية تداعيات.