نص نثري: صولة اللئيم
د. علي زين العابدين الحسيني
لا تغرنك مسالمة اللئيم الذي يعرضُ لك صور أخطائك بحرصٍ تامٍ وعنايةٍ فائقة، ويوجه لك انتقاداته بدقةٍ عاليةٍ ناصعةِ الألوان، ويُعرض دائماً عن صور إنجازاتك، وإن اضطرّ للإعلان عنها ذكرها مشوشة، أو كصورٍ عادية، فيمرر كل نجاح حزته كأنه لم يكن، ولا يقف على ذلك كثيراً، هذا اللئيم لو كاشفكَ بما في نفسه لقال لكَ: أردتُ إيقاع الشرّ بك، واحترتُ في نزع كلِّ خيرٍ منك، فتكلمتُ عنكَ في غيابك، ودللتُ الآخرين على عيوبك، وحاولت ما استطعتُ تكتيم فيك، وتعمدتُ عن الناس حجبك، وأردتُ في هذه الحياة تهميشك، وأخفيت جميع إنجازاتك، وأحاول بأمورٍ فرعيةٍ إشغالكَ، وفي الأخير لم أستطع لقوة تأثيرك، وكثرة أعمالك، لكنّي أعدك أنّي لن أستسلم، وسأحاول، أجل رغم صعوبة الحياة وشدتها التي يمر بها الكثيرون إلا أنهم مدينون للحياة وظروفها بالشكر والعرفان، فقد تعلموا من خلالها الفاضل والأفضل، وتعرفوا على المهم والأهم، وميزوا بين اللئيم والمحب.