قراءة في قصّة أطفال: “أثر الفراشة” للكاتبة المقدسيّة: مريم حمد
بقلم: رفيقة عثمان أبوغوش
صدرت قصّة الأطفال “أثر الفراشة” للكاتبة مريم حمد، عن دار النشر -كل شيئ – الحيفاويّة ؛ من رسومات: رعد عبدالواحد، وتصميم: شربل الياس. احتوت القصّة على خمس عشرة صفحة، تتخلّلها الرسومات الجميلة. تعتبر الرّسومات إضافة جميلة؛ للإيضاح.
تهدف قصّة “أثر الفراشة” الى تعليم وتوعية الأطفال، حول التكاثر بالتفقيس، للفراشات، والأسماك؛ والتطرّق إلى بعض مراحل تطوّرها، أي (الحيوانات البيوضة).
تناولت الكاتبة مريم في قصّتها، بعدين مختلفين؛ لنوعين من التكاثر، الأوّل تكاثر الفراشات، والبعد الثّاني هو تكاثر الأسماك. برأيي الشّخصي، من المفضّل تناول بُعد واحد، وليس تناول بعدين مختلفين في آنٍ واحد، حبّذا لو تمّ التوسّع في السرد حول تكاثر الفراشة وحدها بطريقة، وأن تجمع الكاتبة ما بين الحقيقة والخيال؛ واستخدام نفس السرد الجميل اللّذي استخدمته الكاتبة.
من الممكن تقسيمهذه القصّة لقصّتين، الأولى تسرد حول تكاثر الفراشات، ومن الممكن الجمع بين الحشرات، ومن ضمنها الفراشات.
والقصّة الثّانية تسرد حولتكاثر الأسماك لوحدها؛ لأن لكل نوع من الحيوانات لديه خوّاص تختلف عن غيره؛ مع العلم بأنّ تكاثر الأسماك يحدث بطريقتين، “الأولى يمكن أن تلدهم أحياء من خلال (تلقيح داخلي)، وتمتاز هذه الفئة بأنّها تولد وهي قادرة على السّباحة بسهولة والبحث عن طعامها؛والثّانية: أن تضع بيوضًا يفقّس منها الصّغار فيما بعد (التلقيح الخارجي) بالتفقيس. بالإضافة لوجود أسماك تحمل بيضها في فمها (الأسماك الفمويّة) تحتفظ بالبيض داخل أفواهها حتّى يفقس” موسوعة عالم الأسماك – هذا الموضوع بحاجة للإنفراد به لوحده؛ تجنّبًا لالتباس المعلومات في ذهن الأطفال؛ خاصّةً في جيل الطّفولة المُبكّرة.
استخدمت الكاتبة مريم لغةً سهلة وسلسة، احتوت على بعض المفردات العلميّة الجديدة في قاموس الأطفال اللّغوي.
ورد تسلسل منطقي للأحداث، بين سبب ونتيجة في سرد القصّة: صفحة 9 ” بعد ايام خرجت من الشّرنقة فراشة، رفرفت بجناحيها؛ فهزّت ورقة الشّجر، ورقة الشّجر أيقظت النّخلة، والنخلة أيقظت الطّائر الطّنّان، فطار فطار إلى أن وصل البحيرة”. هذا النّوع من التسلسل بالأحداث محبّب لدى الأطفال، ويجدون فيه المتعة بالتفكير.
ذكرت الكاتب مريم صفحة 8 “يبدو أنّ نقطةً كانت يرسوعة”، هنا ورد خطأ في كتابة اليرسوعة، فالكلمة الصحيحة هياليسروعة: وهي “يرقة تمثّل المرحلة الثّانية من مراحل الفراشة (ويكبيديا) “.
سردت الكاتبة بأنّ التكاثر بالتفقيس يحدث فقط في الظّلام، والسكون، وبالغابات البعيدة. هذه المعلومة، ادخلت نوعًا من التهيئة المريحة للتشويق في القصّة، بينما لا تفي بصحّتها وتقديم الحقيقة العلميّة في شرح تطوّر مراحل التكاثر لدى (الحيوانات البيوضة)، مثل: (بيضة – يسروعة أو يرقة – شرنقة – فراشة).
في نهاية القصّة، ذكرت الكاتبة: “كل المخلوقات في الكون تكون في الأصل نقطة ساكنة وهادئة، وبعد الهمس والسّكون تنمو وتكبر؛ وبعضها يسبح، والبعض يزحف، وآخر يطير، وآخر يمشي .. بعد أن كان كل شيئ نقطة تنام في الظّلام، وتسترسل بالأحلام.”. هنا يبدو أنّ الكاتبة مريم لخّصت القصّة، بطريقة مجرّدة وضبابيّة، فيها نوع من التعميم لكافّة المخلوقات؛ وتنقصها توضيح علمي مستندًا على المعلومات العلميّة الصحيحية والدّقيقة، حول عملية التكاثر بالطريقة العلميّة، وليست نقطة فحسب.
لو انتبهنا إلى عنوان القصّة ” أثر الفراشة” فيه تناص جزئي من قصيدة محمود درويش، “اقتفاء أثر الفراشة”: “اثر الفراشة لا يُرى .. اثر الفراشة لا يزول.. ” برأيي: إنّ “أثر الفراشة” في قصيدة درويش له معنى يحمل دلالات رمزيّة ، اختارها الشّاعر درويشقصيدة لعنوان كتابه؛ وتفسيرها يخضع لمفاهيم متعدّدة.
من الصّعب على الأطفال فهم العنوان المُجرّد، وبنفس الوقت لا علاقة للعنوان بمضمون القصّة التي نحن بصدد تحليلها.
حدّدت الكاتبة حمد مستوى القصّة بملاءمته لجيل 3- 8 عامًا.
خلاصة القول: إنّ الكاتبة مريم حمد تناولت موضوعًا هامًّا للسرد، وطريقة السرد واللّغة المستعملة، يضيفان لجودة القصّة؛ بينما هنالك ضرورة لتناول نوع واحد من الحيوانات البيوضة؛ تجنّبًا للالتباس.
^^^^
صدرت عن : ، 2021، كل شيئ للطباعة والنشر