من ألبير كامو إلى ماريا كازارس
ترجمة : سعيد بوخليط
‘’تبقى روحي نارا تكابد إذا لم تلتهب’’
– الخميس 26 غشت 1948
كلمة، عزيزتي، مجرد كلمة سريعة من أجل مباغتتكِ، نظرا لاستحالة انتظار غاية موعد توصلكِ برسالة تالية لرسالة البارحة،كي أذكِّركِ بأني موجود،وأحبكِ وأنتظركِ.
كلما اقتراب يوم 10شتنبر (يوم تأهب،يوم تأهب!) أرتجف أكثر فأكثر تحسبا لطارئ من الطوارئ،ربما داهمكِ جنون ما،بالتالي يلزمني الانتظار مرة أخرى لفترة طويلة أكثر.
أضع طاقتي بأكملها وأنا أترقب هذا التاريخ.ولم يبق أمامي مزيدا من الوقت للانتظار.هل أنتِ بخير،هل تحافظين على جمالكِ ؟هل أنا قابع في تفكيركِ؟.
يعرف ورش مسرحيتي ”الحَبْل”تقدما.لكني راسلت السيد هيبيرتو كي يمنحني متسعا من الوقت.لا أحتاج سوى للوقت،مادمت لا أمتلك غير حياة واحدة ! صادفت جملة لستاندال تنطبق عليكِ :”تبقى روحي نارا تكابد إذا لم تلتهب !”التهبي إذن ! فأنا أحترق.
اكتبي،أخبريني حقا عما تقومين به،أين يمكنني الالتحاق بكِ،إلخ.
للمرة الأولى،أفكر في باريس بنوع من العطف والورع.
آه أيتها العزلة!
المرجع :
Albert Camus/ Maria Casarés :correspondance(1944- 1959) ;Gallimard ;2017.