فكر

الإبداع والتفكير خارج الصندوق

بقلم: محمد عبد الله المرزوقي
من العبارات الشائعة الآن هي التفكير خارج الصندوق والتي تعني أن تكون مبدعاً في حل مشاكلك، والتوصل لأفكار جديدة غير شائعة مثل تلك الأفكار المتاحة لنا جميعاً داخل الصندوق التقليدي للأفكار.
وإذا استقرأنا واستنبطنا مفردات القران الكريم وجدنا أن القرآن الكريم يحدثنا عن الابداع (فاستبقوا)، (وسارعوا)، (واعملوا)، وإن التفكير خارج الصندوق ليس عملية سهلة لأننا جميعا نميل إلى تجنب المخاطر خوفًا من الفشل، ونفضّل اتباع المسارات المعروفة، حتى لو كانت مكلفة أو صعبة، على تجربة أساليب جديدة غير مسبوقة.
وإذا نظرنا إلى مثال مبتكر،فإنه هناك في قرية صغيرة في الدنمارك، بدأت الحكاية على يد الأخ الأكبر الذي علّم أخاه حرفة النِّجارة.
أولي كيرك، ذاك النجار الذي خلّد اسمه عندما قرر أن يخرج من عباءة التفكير التقليدي إلى التفكير خارج الصندوق، وترك منطقة الراحة بعد أن احترقت ورشة نجارته على يدي طفليه، والكساد الاقتصادي بعد أن عصف بالعالم بعد الحرب العالمية، فكانت نقطة التحول لديه ليخترع لعبة “الليجو” لتصبح أحد أكثر الألعاب شهرة وتحقيقاً لمكاسب فاقت التوقعات.
وهذا في جوهره هو الإبداع، والإبداع هو الوجه الآخر للتفكير خارج الصندوق، ويعني القدرة على حل المشكلات واقتراح أفكار جديدة غير تقليدية، بعيدة كل البعد عن الأفكار الموجودة داخل صندوق التفكير التقليدي المتاح للجميع.
إذا تعمقنا في إرث أولي كيرك كريستيانسن، ندرك أن التفكير خارج الصندوق ليس مقتصرًا على الابتكار في عالم الألعاب، إنه نهجٌ يمكن تطبيقه في مختلف مجالات الحياة، فالإبداع والابتكار هما القوتان التي تقودان الاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا نحو التقدم.
كذلك، نجد أن القرآن الكريم يشجع على العمل والابتكار في العديد من الآيات. يحثنا على التنافس في الخيرات، والسعي لتحقيق الأهداف بتميز، والعمل بالاجتهاد والإتقان. إنه يعزز فكرة أن النجاح يأتي لأولئك الذين يتخطون الحدود المعتادة ويتخذون طرقًا جديدة ومبتكرة في حل المشكلات.
هذه القصة وغيرها ما هي إلا أمثلة لتحفيز الإبداع والتفكير المبتكر في مجتمعنا وحياتنا الشخصية، لذا لا تتردد من الخروج من منطقة راحة الأفكار وتجرَّأ لتجربة أفكار جديدة، حتى وإن كانت تبدو غير تقليدية، فإن العالم يتغير باستمرار، والنجاح ينتظر أولئك الذين يتخذون طرقًا مبتكرة ويجعلون الفرص تعمل لصالحهم.
فكر خارج صندوق أفكارك التقليدية وأتقن عملك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه) وإنك ستضمن بعد توفيق الله نجاحك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى